وجاء ذلك خلال اللقاء الأول من نوعه الذي جمع ممثلي شركات من البلدين في الدار البيضاء يوم الجمعة الماضي، والذي شاركت في التحضير له سفارة روسيا في الرباط.
وفي اللقاء تم توقيع بروتوكول اتفاق بين الطرفين يقضي بتدبير العمليات التجارية بينهما بشكل مشترك، وذلك من خلال توفير قواعد بيانات ودلائل لفائدة المستوردين المغاربة من أجل الوصول بشكل سلس ومرن إلى السوق الروسية، في حين تسعى الشركات الروسية هي الأخرى للوصول إلى أسواق آمنة لتصريف منتجاتها.
ووقع الوثيقة رئيس مجلس إدارة الاتحاد الروسي لمصدري الحبوب إدوارد زرنين، ورئيس الفيدرالية المغربية لتجارة الحبوب والبقوليات عمر اليعقوبي.
وشارك في اللقاء مصدرون روس يمثلون شركات كبرى في تصدير المنتجات الزراعية، وممثلون عن الاتحاد الروسي لمصدري الحبوب، فضلا عن السفير الروسي فلاديمير بايباكوف، إلى جانب المهنيين المغاربة النشطين في مجال استيراد الحبوب التي تحتاج السوق الوطنية المغربية لإمدادات كبرى منها عقب تراجع إنتاجية حقول المملكة.
وعلق على ذلك الممثل التجاري لروسيا لدى المغرب أليكسي أندريف قائلا: "تعمل روسيا على تعزيز مكانتها في الأسواق الخارجية وتساهم الدبلوماسية الزراعية النشطة في تعزيز التعاون بين روسيا ودول الجنوب العالمي. ويعد القمح سلعة رائدة في صادرات الحبوب الروسية، حيث تشكل حصة الأسد في هذه الصادرات، ومن المزايا المهمة للحبوب الروسية هو مستواها العالي من الجودة والسلامة، والذي يتم ضمانه بفضل المتطلبات الصارمة للجهات الرقابية في روسيا".
وأشار إلى أن روسيا تحتل المرتبة الأولى بين مصدري القمح اللين إلى سوق المملكة المغربية بناء على بيانات أكتوبر 2024، كذلك هناك ديناميكية إيجابية في توريد دقيق فول الصويا ونخالة القمح إلى المغرب.
وشدد المسؤول الروسي على أن الفعالية المنعقدة تثبت مرة أخرى أن المملكة شريك مهم وواعد بالنسبة لروسيا في مجال تجارة الحبوب والبقوليات، معربا عن تطلع بلاده لتوسيع إمدادات المنتجات الزراعية الأخرى.
من جهته، قال عمر اليعقوبي، رئيس الفيدرالية الوطنية لتجار الحبوب والقطاني في توريد دقيق فول الصويا ونخالة القمح إلى المغرب إن "التفاهمات بين الطرفين شملت تسهيل المبادلات التجارية، خصوصا في ما يتعلق بالقمح والشعير والذرة والمواد الغذائية، على أن يتم ذلك من خلال توفير المعلومات لكلا الطرفين بما يخدم العلاقات الثنائية، ما دام أننا نتحدث عن روسيا كأبرز المصدرين للقمح في العالم".
وأضاف اليعقوبي: "إننا كطرف مغربي سنقوم بتوفير معطيات مهمة عن السوق الوطنية واحتياجاتها من القمح لفائدة الشركات والمصدرين الروس، حتى يكونوا على دراية بحجم انتظارات المغرب من المنتجات الروسية، وذلك لضمان إمدادات سليمة وسهلة من هذه المنتجات في ظل سياقات دولية صعبة وغير مستقرة".
بدوره، اعتبر المستشار الزراعي رياض أوحتيتا أنه "سيكون في صالح روسيا ألا يوجد أي وسيط بينها وبين المغرب"، وقال: "شهدنا كيف أن التوترات الدولية في السنوات الماضية ولّدت الضغط على أسواق الحبوب العالمية"، مضيفا أن "روسيا من هذا المنطلق تريد مزاحمة فرنسا وكندا على السوق المغربية التي تبقى بحاجة إلى إمدادات مهمة من المنتجات الفلاحية، على رأسها الحبوب".
المصدر: RT + هسبريس