وتزامن مع مرور 80 عاما على إقامة العلاقات بين البلدين كشفت الحكومة الروسية خلال قمة "روسيا - إفريقيا"، عن مجموعة من المشروعات الكبرى مع مصر والتي تأتي على رأسها مفاعلات الضبعة النووية والمنطقة الصناعية الروسية.
فما أكدت تصريحات المسؤولين الروس خلال القمة على وجود حقيبة من المشاريع والاتفاقيات الكبرى مع مصر، يتم تنفيذ بعضها والبعض الآخر في مرحلة المفاوضات.
منطقة تجارة حرة مع مصر
وتحدث مساعد رئيس الوزراء الروسي ألكسي أوفيرتشوك، وفقا لوكالة "تاس" الروسية عن وجود مفاوضات مع الجانب المصري حول توقيع اتفاقية للتجارة الحرة، موضحا أنه قد مرت بالفعل خمس جولات من المفاوضات.
وتابع أنه من المتوقع أن تعقد الجولة السادسة في أغسطس وسبتمبر، ومن السابق لأوانه تخمين موعد اكتمالها حيث أن المفاوضات جارية، ويعرب الجانبان عن اهتمامهما بإنشاء مثل هذه المنطقة.
ووفقا لوكالة "تاس" فقد زودت روسيا العام الماضي 43 دولة إفريقية بمنتجات زراعية بقيمة 4.7 مليار دولار، وكانت مصر هي أكبر المشترين للمنتجات الزراعية الروسية، حيث استحوذت على ما يقرب من نصف إجمالي الصادرات الروسية (47٪)، والجزائر بحصة (15٪) ، وليبيا (11٪) ، والسودان (9٪) وكينيا (4٪).
سيارات لادا في مصر
من جانبه، قال رئيس شركة "أفتوفاز" الروسية ماكسيم سوكولوف لوكالة "تاس" الروسية إنه عندما نتحدث عن مصر يمكن القول بالتأكيد أنها يمكن أن تصبح مركزا للتوسع الإضافي لمنتجات "أفتوفاز"في دول القارة الأفريقية.
ونوه بأن مصر تعد من الدول الصديقة لروسيا وتتمتع الدولتان بصداقة قوية، ونهدف من خلال شركة "الأمل" الممثل لـ"أفتوفاز" في مصر استعاد الإنتاج والتصنيع.
تتوقع شركة "أفتوفاز" الروسية استئناف إنتاج سيارات "لادا" في مصنع الأمل في مصر في عام 2024، حيث تتحدث الشركة عن إنتاج السيارات من طراز "غرانتا" فقط.
مشروع الضبعة النووي
من جانبه، تحدث المدير العام لشركة روس أتوم الروسية، أليكسي ليخاتشيف، بأنه من المتوقع أن يبدأ تشييد المفاعل الرابع لمحطة الضبعة للطاقة النووية في مصر في نوفمبر من هذا العام.
وقال ليخاتشيف على هامش قمة "روسيا - إفريقيا": "نأمل بشدة في أن يوفر لنا المصريون الترخيص وفي نوفمبر سنكون قادرين على تنفيذ أول خرسانة في المفاعل الرابع".
وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقائه مع نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، على أن مشروع محطة الضبعة النووي ينفذ حسب الخطة المعتمدة.
المنطقة الصناعية الروسية في قناة السويس
وقال الرئيس الروسي خلال الجلسة الافتتاحية لقمة "روسيا - إفريقيا" في مدينة سان بطرسبورغ الروسية: "في المستقبل القريب في مصر في منطقة قناة السويس سوف يطلقون منطقة صناعية روسية، من المقرر توزيع البضائع المنتجة هناك في جميع أنحاء إفريقيا".
وتابع بوتين: "في مصر تحدثت مع زميلي الرئيس السيسي، نناقش وأتمنى أن نفتتح منطقة صناعية روسية في منطقة قناة السويس في المستقبل القريب. ونتوقع أن يتم هذا العام إنشاء أول مرافق الإنتاج الصناعية في المنطقة، وفي المستقبل سيتم تصدير البضائع المنتجة في جميع أنحاء إفريقيا".
التعاون في مجال الطاقة
وقال وزير الطاقة الروسي، نيكولاي شولغينوف، إن روسيا ومصر اتفقتا على زيادة إمدادات الطاقة وتوسيع مشاركة شركات النفط والغاز الروسية في مشاريع جديدة.
وأضاف شولجينوف في تصريحات لوكالة تاس الروسية على هامش القمة الروسية الإفريقية: "لقد التقيت مرارا وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا، واتفقنا على زيادة إمدادات النفط إلى مصر وتوسيع مشاركة شركات النفط والغاز الروسية في مشروعات جديدة لإنتاج الهيدروكربونات على أراضي البلاد".
وأشار إلى أن الوزارة ستكون قادرة على توفير معايير محددة بعد توقيع الشركات على العقود، لافتا إلى أن مصر التي تصدر النفط والغاز بنفسها تريد التعاون معنا في مجال إمدادات الغاز أيضا.
مشروع استراتيجي ضخم بين روسيا ومصر
كما أعلنت مجموعة الشحن والنقل الروسية العملاقة "فيسكو"، من قمة "روسيا - إفريقيا" المنعقدة في سان بطرسبورغ هذه الأيام، إطلاق خط شحن مباشر بين روسيا ومصر.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة "فيسكو" (FESCO) أندريه سيفيريلوف، في حديث لـRT على هامش مشاركته في القمة، إن "فيسكو" تعتبر أكبر شركة نقل في روسيا ولديها أكبر أسطول بحري في البلاد وستصبح جسرا بين الاقتصادين الروسي والإفريقي، بما في ذلك دول المغرب العربي وشمال إفريقيا ككل.
وأضاف المسؤول الروسي: "لقد أعلنا اليوم فقط عن افتتاح خدمة الحاويات التجارية البحرية المباشرة ما بين ميناء دمياط المصري وميناء نوفوروسيسك الروسي. إنه خط ملاحي كبير إلى حد ما، ونحن نستعد لهذا الحدث خلال نصف العام الأخير. زرنا عددا من المؤسسات التجارية والشركات في مصر. نتطلع إلى إمكانيات نقل ضخمة، تصل إلى 30 ألف ثلاجة شحن في السنة".
المصدر: RT