مباشر

ما الاستراتيجية التي تحتاجها روسيا في إفريقيا؟

تابعوا RT على
خلص تقرير لنادي "فالداي" عن التعاون بين روسيا والقارة السمراء إلى أن روسيا بحاجة "لاستراتيجية ذكية في إفريقيا" مع خارطة طريق فعالة نظرا لتزايد المنافسة على النفوذ في هذه القارة.

وأشار مؤلفو التقرير الذي عرض اليوم الثلاثاء، إلى أن المستوى الفعلي للمنافسة العالمية حول إفريقيا بات ملحوظا في الوقت الحالي لدرجة أنه من المستحيل عدم أخذ ذلك في الاعتبار، وشددوا على أن خصوم روسيا الجيوسياسيين وضعوا عقبات أمام التعاون الروسي الإفريقي.

وأكد خبراء النادي: "في ضوء ما يشهده العالم، تحتاج روسيا إلى استراتيجية إفريقية ذكية وتنافسية فضلا عن خارطة طريق عملية لتنفيذها"، وقالوا: "بالنظر إلى التحول المعلن نحو الجنوب تحتاج روسيا إلى آلياتها الفريدة الخاصة بها، بالإضافة لأدوات عالمية لبناء سياسة اقتصادية روسية إفريقية".

وحذر الخبراء من التصريحات الصاخبة غير المدعومة ودعوا إلى استخدام تدابير مستهدفة، وقالوا: "في الوضع الجيوسياسي الحالي، يجب تنفيذ العمل على المسار الروسي الإفريقي بطريقة شاملة: نحن بحاجة إلى مثل هذه المشاريع والأدوات التي من شأنها أن توفر مكاسب جدية للسمعة وتسمح بتحديد المجالات التي يمكن لروسيا أن توفر فيها أقصى قدر من المساعدة لتنمية إفريقيا وفي نفس الوقت تتحقق كشريك كامل الأهلية وعالي الكفاءة".

مزايا تنافسية:

وأشار معدو التقرير إلى أن روسيا تاريخيا لم يكن لديها عداء أو مواجهة مع الدول الإفريقية، كما أن التجربة الناجحة في النضال من أجل إنهاء الاستعمار في القارة والمساعدة في استقلال الدول الإفريقية تمنح روسيا الثقة الكبيرة، ويمكن ذلك أن تصبح أساسا لمزيد من العمل والتعاون بين روسيا والدول الإفريقية.

ووفقا للخبراء تتمتع روسيا بكفاءات عالية في المجالات الأكثر طلبا في إفريقيا وهي: المجمع الصناعي العسكري، والدفاع والأمن، والتقنيات العالية، والاستكشاف الجيولوجي، والطاقة بما في ذلك الطاقة النووية، ومعدات الصناعة التحويلية وغيرها".

كذلك أكدوا أن "جهود روسيا لضمان الأمن الغذائي للقارة" تظل مهمة لإفريقيا، وقالوا إن "إفريقيا تحتاج إلى روسيا كرادع في ميزان القوى العالمي وكمصدر للتنمية وفرصة للتخلي عن الاعتماد على الغرب في المواد الخام، وكمصدر للأمن والاستقرار في مكافحة التهديدات الإرهابية".

وقال التقرير إن "تعاون روسيا مع إفريقيا ضروري لحل المشاكل الاقتصادية التي نشأت نتيجة نظام العقوبات (الغربية)، وكذلك لتنفيذ خطط لتشكيل تحالفات بديلة كجزء من الاستراتيجية الشاملة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب".

آفاق التعاون:

وعن مجالات التعاون الواعدة بين روسيا والدول الإفريقية، أشار الخبراء إلى البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، والاتصالات السلكية واللاسلكية، والتقنيات العالية، والرعاية الصحية، والزراعة، وقطاع الطاقة.

وقالوا إن "تنفيذ برامج الطاقة على نطاق واسع، وبناء شبكات الطاقة، هو ما تحتاجه القارة الإفريقية في يومنا هذا والأمر يعد ميزة تنافسية لروسيا عند اختيار الشريك في القارة".

ودعوا إلى تطوير أدوات مالية جديدة من أجل العمل مع الدول الإفريقية في ظل العقوبات المفروضة على روسيا، وقالوا: "من الضروري تطوير أدوات مالية جديدة تماما والتي من شأنها أن تسمح بتوطيد التعاون بغض النظر عن الوضع السياسي والاقتصادي الحالي".

كذلك قدم مؤلفو التقرير توصيات لعمل القمة الروسية الإفريقية المزمع عقدها الأسبوع المقبل في مدينة سان بطرسبورغ، ولفتوا إلى الحاجة "لإعلان ذكي" يتضمن خطة عمل مشتركة تضع الأساس لعقد اجتماعات منتظمة ومتعددة المستويات.

وأفاد مؤلفو التقرير بأنه "على الرغم من أن الشراكة بين روسيا وإفريقيا لا يمكن أن تغير اتجاه الريح، إلا أنها يمكن أن تحدد الطريقة للتحكم بالأشرعة".

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا