وقال الخبير الاقتصادي المصري علي الإدريسي في تصريحات لـRT إن "كل دولة تحاول أن تعيد حسابتها بشكل يضمن لها أكبر مكاسب ممكنة، وهذا بالتأكيد محاولة لرؤية الجدوى الاقتصادية، حيث يمر الغاز عبر مصر وبعد ذلك يذهب إلى أوروبا، ولكن مع مرور الوقت يبدو أن هناك بدائل آخرى يمكن أن تكون جدواها الاقتصادية أكبر، وفي نفس الوقت الجانب السياسي في أوقات كثيرة جدا ينعكس على الجانب الاقتصادي وقد تكون القيادة السياسية السابقة في قبرص كانت علاقتها جيدة مع الجانب المصري فلابما هذا كان جزءا واضحا في الاتفاق الذي تم وأيضاً كان واضحا خلال الإدارة السابقة في نقاط أخرى مرتبطة بتقسيم الحدود وخلافه من هذه الأمور".
وتابع الخبير الاقتصادي المصري: "كان من الواضح أن القيادة السياسية في مصر على وفاق تام جدا مع قبرص واليونان وغيرها من الدول الذين شكلوا تحالفا كبيرا جدا في العديد من الموضوعات منها تقسيم الحدود، ولكن مع الإدارة الجديدة بدأت ترى بدائل أخرى تحقق لها جدوى اقتصادية أكبر، فهذا يفقد مصر بالطبع فرصة كبيرة في الاستفادة من مشاريع الإسالة التي كان من الممكن أن تمم خلال الفترة القادمة، لكن على الجانب الآخر الاقتصاد المصري والإدارة المصرية استفادت من الغاز وهناك بالطبع اتفاقات بديلة للعديد من الدول الأوربية، حيث ظل الغاز المصري محل اهتمام من الدول الأوروبية الأخرى للاستفادة منه".
من جانبها، قالت أستاذ الاقتصاد في جامعة عين شمس الدكتورة يمنى الحماقي في تصريحات لـRT، إن
"توقف المشروع يؤكد على أن مصر تسير في الطريق الصحيح، حيث أن مصر تريد أن تصبح مركزا إقليميا لإنتاج الغاز وتسييله وتصديره، ويجب أن تعزز من قدراتها لتحقيق هذا الهدف بأن تشبك من علاقاتها مع الدول، ويجب أن يكون لمصر تنسيق وتعاون مع الدول الرئيسية".
وأوضحت أن التعاون مع الجزائر في الوقت الحالي مهم جدا وأفضل من التعاون مع إسرائيل بكثير، موضحة أن الثقة في الدول العربية أفضل بكثير من التعامل مع إسرائيل، مؤكدة أن هناك اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل ومن المفترض التعامل كدولة إقليمية تعاملا على شكل تبادل مصالح ليس أكثر.
وأكدت الحماقي أن الثقة في الجانب الإسرائيلي معدومة بالمرة وهناك دول أخرى غربية لا تثق في تل أبيب من تعاملاتها معها.
وقالت إنه يجب التعامل مع إسرائيل كما لو كانت واضعة مخطط ضد مصر، وهذا بالتأكيد موجود لأنها تعمل على وقف أي شئ يصب في صالح مصر.
ونوه الخبيرة المصرية بأن اتفاقية الشراكة الأوروبية المصرية لم تفعل كما ينبغي، وبالتالى مطلوب دراسة كل الأطر ووسائل تفعيل هذه الاتفاقية ومن بينها رؤية احتياجات القارة الأوروبية ومحاولة تلبيتها، وبالتالي يأتي في هذا الإطار قصة تدبير مصادر الطاقة وأن تكون مصر مركزا إقليميا لتجارة الطاقة.
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم