ومن المزمع تقسيم طلبات طائرات "بوينغ 787" بين شركة "الخطوط الجوية العربية السعودية"، الناقل الوطني، وشركة طيران جديدة مخطط لها تسمى "طيران الرياض"، والتي أعلن عنها المسؤولون السعوديون نهاية الأسبوع الماضي.
وبالأسعار المعلنة، تبلغ قيمة الصفقة إجمالا نحو 37 مليار دولار إذا تم تنفيذ خيارات الشراء الأخرى، لكن من المعتاد أن تحصل شركات الطيران على حسومات كبيرة. ولم يتم الكشف عن بنود الصفقة.
وكانت "بوينغ" تبحث مع السعوديين تنفيذ الطلبات على مدار ثلاث سنوات، وفقا لما ذكره اثنان من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية تحدثا لوكالة "أسوشيتد برس" شريطة عدم الكشف عن هويتيهما لأن الصفقة لم يتم الإعلان عنها رسميا بعد.
وقال المسؤولان إن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يتدخل مباشرة في الصفقة عندما التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الصيف الماضي. لكن كبار مساعديه قدموا عرضا لمسؤولي الحكومة السعودية نيابة عن "بوينغ".
وقالت المسؤولة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، "يسعدنا بشكل خاص أن بوينغ تمكنت أخيرا من إبرام هذه الصفقة مع السعودية بعد سنوات من المناقشات والمفاوضات المكثفة خلال الأشهر الأخيرة". ووصفت الإعلان عن الصفقة بأنه "معلم آخر في ثمانية عقود من التعاون بين السعودية والصناعة الأمريكية".
ومن شأن الصفقة السعودية أن توفر حوالي مليون وظيفة في 44 ولاية أمريكية عبر سلسلة التوريد الأمريكية، بما فيها 150 ألف وظيفة تصنيع جديدة، وفقا لمسؤولي الإدارة الأمريكية. يعود تاريخ التعاون بين "بوينغ" والسعودية إلى مطلع عام 1945، عندما قدم الرئيس الأمريكي آنذاك فرانكلين روزفلت إلى مؤسس السعودية الحديثة الملك عبد العزيز آل سعود، طائرة طراز "دي سي – 3" من صنع "شركة دوغلاس للطائرات"، وهي إحدى الشركات التي تحولت إلى شركة "بوينغ" بشكلها الحالي.
وظلت العلاقة بين الجانبين قائمة منذ ذلك الحين من خلال الإدارات الديمقراطية والجمهورية. وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أبرم صفقات دفاعية وتجارية لشركة “بوينغ” خلال زيارته إلى المملكة عام 2017. وقام ولي العهد السعودي بجولة في مصنع "بوينغ" بمنطقة سياتل في العام التالي، ووقع على مذكرة تفاهم لمشروع مشترك لصيانة الطائرات العسكرية في المملكة.
المصدر: "أ ب"