وأوضح الوزير أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجه بالعمل على تدشين الإجتماع الوزاري الأول لوزراء النقل بدول حوض النيل، وذلك في ضوء الأهمية الإستراتيجية لهذا المشروع ودوره المهم في تحقيق التكامل الإقليمي ومساهمته في أجندة إفريقيا 2063 لبرامج البنية التحتية، بإطلاق أنشطة الجزء الأول من المرحلة الثانية من دراسة الجدوى لمشروع "VICMED"، والاتفاق على خطة العمل للخطوات التالية المتعلقة بالمشروع، وذلك للاستفادة من المميزات التنافسية الكبيرة للنقل النهري في توفير الوقود وخفض تكلفة صيانة الطرق وتقليل الاختناقات وخفض الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة، والعمل على فتح أسواق جديدة للاستثمار، خاصة وأن المؤشرات المبدئية لدراسات ما قبل الجدوى للمشروع تؤكد إيجابيته من الناحية الإقتصادية والبيئية والإجتماعية.
وأشار إلى أن مشروع إنشاء طريق ملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط يأتي في إطار المبادرة الرئاسية للبنية التحتية بمشاركة مصر كدولة راعية للمشروع، ويسعى إلى تمكين الملاحة على طول نهر النيل من بحيرة فيكتوريا إلى البحر المتوسط مما يتيح للدول المتشاطئة الوصول إلى البحر المتوسط ويعزز التكامل الإقليمي، ويعتبر أقصر الطرق لربط دول الحوض والدول الحبيسة داخل القارة تلك التى لا تطل على بحار أو محيطات.
والربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط ليس فقط ممرا ملاحيا، ولكنه مشروع تنموي متكامل، سيتضمن العديد من المشروعات والخدمات على طول الممر، مثل طريق سريع، "كابل بيانات – إنترنت" بين الدول المشاركة، وخطوط للربط الكهربائي، وخطوط للسكك الحديدية، وإقامة فنادق، وتوفير خدمات تموين السفن والسيارات، وإقامة منتجعات سياحية تطل على المناظر الطبيعية الخلابة في إفريقيا، مما سيحدث انتعاشا اقتصاديا لدول القارة المشتركة في المشروع.
وسيتيح المشروع للدول المتشاركة تجارة المحاصيل الزراعية، والزراعة خارج الحدود، حيث يمكن لدول المشروع، الزراعة في السودان أو أوغندا أو بروندي على سبيل المثال، بدلا من زراعة محاصيل في المناطق شحيحة المياه مثل مصر.
ويعد مشروع ممر التنمية للربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط عن طريق نهر النيل والذي يشمل ممرا ملاحيا وطريقا وخط سكة حديد وربطا كهربائيا وكابل معلومات لتحقيق التنمية الشاملة لدول حوض النيل، هو الأضخم في القارة.
وكان وزير الري المصري السابق محمد عبد العاطي قد قال إن مشروع الممر الملاحي لربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط يوضح الفرق بين مشروع أحادي ومشروع جماعي، هناك دول حبيسة في حوض النيل مثل جنوب السودان ورواندا وبوروندي وأوغندا وإثيوبيا، عندما يتم عمل منفذ لها على البحر من خلال النهر سيغير الكثير فيها.
وأشار إلى أن "بحيرة فيكتوريا تعاني من ارتفاع المناسيب التي تتسبب في مشاكل للمواطنين، لو تم عمل ممر ملاحي وطرق سيكون هناك ترابط بين الشعوب النيلية، نتخيل لو أن مواطنا أخذ مركبا من الإسكندرية، وذهب به إلى بحيرة فيكتوريا ستكون هناك متعة، فمتعة السائح لدينا عندما يأخذ مركبا من الأقصر حتى أسوان لرؤية الآثار، فما بالنا لو ذهب الى بحيرة فيكتوريا ورأى النيل وعاش في الطبيعة مع المواطنين من الدول الأخرى ورأى تنوع البشر والحضارات، كل هذه أشياء هامة، وأكرر أننا عندما نفكر في مشروع نفكر في صالح الدول الأخرى وهناك إجماع من الدول على المشاركة في المشروع، وحتى اثيوبيا التي طلبت الاشتراك فيه".
المصدر: RT