وقال رازوموفسكي في حديثه لوكالة "نوفوستي": "إن أمريكا اللاتينية كلها وبلدان البحر الكاريبي، أي أكثر من 30 دولة، تعد في الواقع دولا صديقة بالنسبة لنا. بالطبع توجد هناك علاقات أوثق مع بعضها، لكنه لا توجد علاقات سيئة مع أي دولة منها. لا توجد مظالم تاريخية بيننا أو تناقضات مثلما توجد بينها والدول المستعمِرة السابقة وخاصة مع الولايات المتحدة التي كانت تحاول تاريخيا إخضاع القارة اللاتينية تحت حكمها".
وعبر الخبير عن اعتقاده بأنه من الضروري حاليا اتخاذ قرارين مهمين على الأقل في المجالين المالي واللوجستي بتطبيع العلاقات التجارية والاقتصادية الثابتة مع هذه المنطقة.
وأوضح: "نظرا لأن النقل التجاري بين أمريكا اللاتينية وبيننا يجري بشكل أساسي عن طريق البحر، تحتاج روسيا، أولا، إلى تقليل اعتمادها على شركات النقل الغربية بشكل جدي والتفكير في إنشاء خطوط الشحن الخاصة بها، حيث يكون ذلك أمرا مجديا اقتصاديا، على مثابة الأسطول التجاري السوفيتي الذي كان يعتبر في وقت ما أحد أكبر الأساطيل في العالم. وذلك بسبب أنه لم يعد بإمكاننا بعد فرض العقوبات الاستفادة من خدمات شركة "ميرسك" (Maersk)، وهي أكبر شركة غربية متخصصة في نقل البضائع بحرا".
وعبر عن ثقته بأنه من الضروري، ثانيا، تقليص اعتماد روسيا على الدولار واليورو بأسرع ما يمكن، عن طريق زيادة حصة العملات الوطنية. ودقق: "إنه أمر صعب جدا، لأن عملات الدول النامية ليست مستقرة، ويتم تمويل اتصالاتنا الاقتصادية مع بلدان هذه القارة حاليا في الأصل عبر البنوك الغربية والأمريكية".
ويرى الخبير واحدا من المخارج المالية المحتملة في استخدام اليوان الصيني. وتابع: "إن اليوان يعتبر هناك مرشحا رئيسيا، إذ يوجد لدى الصين نظام مصرفي قوي خاص يمكن مقارنته مع النظام الأمريكي. وبهذه الصورة فإنه بإمكان الصين أن تحل جزئيا محل البنوك الغربية. وفي أي حال من الأحوال يجب دراسة هذه القناة للتحويل عبر اليوان كعملة أصلية، بشكل جدي للغاية. هناك طلب كبير من جانب أمريكا اللاتينية لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا".
المصدر: نوفوستي