مباشر

"فنزويلا السعودية".. هل سيكون نفط كاراكاس بديلا لأمريكا عن النفط الروسي؟

تابعوا RT على
أعادت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا خلط الأوراق وباتت واشنطن تسعى لإيجاد بدائل للنفط الروسي، حتى لو كان ذلك يعني إعادة النظر في سياستها الخارجية وعقوباتها ضد فنزويلا.

ويشكل شراء النفط الفنزويلي بدلا من النفط الروسي إحدى الفرضيات بعد الحظر الأمريكي على المحروقات الروسية بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، علما أن واشنطن فرضت حظرا على واردات كاراكاس من النفط التي كان شبه كامل إنتاجها يصدر إلى السوق الأمريكية، لمحاولة الإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

ويرى معظم الخبراء أن ذلك غير قابل للتحقيق على الأمد القصير بسبب تقادم الصناعة الفنزويلية، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة التي كانت تستورد 700 ألف برميل في اليوم من النفط الروسي، حظرا على الواردات الروسية من النفط والغاز في إطار الأزمة الأوكرانية، بهدف حرمان موسكو من العائدات.

وفي هذا الصدد توجه وفد أمريكي رفيع إلى كراكاس ليناقش خصوصا أمن الولايات المتحدة "المرتبط بالطاقة" وفق البيت الأبيض، وقد تكون هذه الزيارة تهدف إلى إبعاد كراكاس عن موسكو.

"فنزويلا السعودية"

عرفت البلاد سابقا بـ"فنزويلا السعودية" كما أنها كانت لوقت طويل دولة منتجة كبيرة ومزدهرة، إلا أنها لم تستخرج سوى 755 ألف برميل في اليوم في يناير، حسب منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك".

وتراجع الإنتاج منذ بضعة أشهر أيضا إلى 400 ألف برميل في اليوم، في أدنى مستوى له منذ الأربعينات.

ورغم أن فنزويلا تملك احتياطات نفط بين الأكبر في العالم، إلا أن الخبير النفطي رافاييل كويروز يرى أنها "ليست خيارا" بديلا عن النفط الروسي.

وقال رافاييل كويروز في تصريح لوكالة فرانس برس: "كي تصبح فنزويلا خيارا مناسبا، يجب أن يكون لديها القدرة على زيادة إنتاجها"، مشيرا إلى أنه تم توجيه الإنتاج الحالي بعد الحظر الأمريكي نحو الحلفاء السياسيين على غرار الصين وزبائن مثل الهند.

ووعد نيكولاس مادورو مؤخرا بأن بلاده ستنتج هذا العام مليوني برميل في اليوم مهما حصل، لكن الخبير الاقتصادي المتخصص بشؤون النفط كارلوس ميندوزا بوتيلا يعتبر أن الأمر سيستغرق "أربع أو خمس سنوات" لتحقيق هذا الهدف.

بنى تحتية متداعية ومهجورة

أفادت وكالة "أ ف ب" بأن بعض مواقع استخراج النفط متداعية وحتى مهجورة في فنزويلا، حيث يتطلب تحديث البنى التحتية ملايين الدولارات من الاستثمارات الأجنبية.

ويرى الخبراء أن هذه الأموال لن تؤمن إلا بإصلاح قانون المحروقات وضمان السلامة القانونية للشركات الخاصة التي تعرضت للتأميم في الماضي، ورفع العقوبات الأمريكية للتمكن من التصدير.

ويعتبر الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي لويس فيسينتي ليون أنه من الممكن المضي قدما على الأقل نحو "المرونة"، إن لم يكن إلى الرفع الكامل للعقوبات... "سنشهد مفاوضات لمنح تراخيص لإنتاج النفط في إطار العقوبات".

ولفت إلى أن مصلحة الولايات المتحدة هي أن تزيد فنزويلا إنتاجها وأن تساهم في استقرار أسعار النفط في السوق العالمية.

وحسب ليون فإن الولايات المتحدة ستنظر في استئناف فنزويلا صادراتها نحو دول خليج المكسيك التي لجأت إلى النفط الروسي بسبب العقوبات على كراكاس، كما ترغب واشنطن أيضا في أن تتخلى فنزويلا عن مبيعاتها للصين.

المصدر: أ ف ب

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا