وتمتد الألواح الشمسية للمحطة على مساحة شاسعة في منطقة صحراوية، لدرجة يمكن معها رؤيتها بوضوح من الفضاء، حيث تمثل هذه المنطقة جزءا من مجمع "بنبان" لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية، الذي أصبح أحد أكبر مجمعات الطاقة الشمسية في العالم بعد أن اكتملت الشهر الماضي المرحلة الثانية من المشروع الذي تقدر استثماراته بمبلغ 2.1 مليار دولار.
وصمم هذا المشروع لترسيخ قطاع الطاقة المتجددة من خلال جذب مطورين من القطاع الخاص الأجانب والمحليين والداعمين الماليين. ويوفر حاليا ما يقرب من 1.5 غيغاوات من الكهرباء للشبكة الوطنية في مصر، وأدى ذلك إلى خفض سعر الطاقة الشمسية في وقت تقلص فيه الحكومة دعم الكهرباء.
ويضم مشروع مزرعة "بنبان" 32 محطة طورتها أكثر من 30 شركة من 12 دولة، بينها "أكسيونا الإسبانية، والكازار للطاقة، ومقرها الإمارات، وإينيراي الإيطالية، وتوتال إنرين و إي.دي.إف الفرنسيتان، وشنت سولار الصينية، وسكاتيك سولار النرويجية".
ويضمن المطورون للمشروع، الذي يقع على بعد نحو 40 كيلومترا شمال غربي أسوان، سعرا تفضيليا لمدة 25 عاما.
وقد تضيف مرحلة ثالثة للمجمع أكثر من 300 ميغاوات، مع أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بشأنها بعد، في حين تقرر إنشاء مشروع كبير للطاقة الشمسية في منطقة "كوم أمبو" على بعد 45 كيلومترا شمالي أسوان.
ووفقا لتقارير وزارة الكهرباء، تبلغ التكلفة الإجمالية لمشروع محطة بنبان نحو 4 مليارات دولار، يساهم البنك الأوروبي لإعادة البناء والإعمار ومؤسسة التمويل الدولية، في توفير معظمها، من خلال قروض ميسّرة وتسهيلات بنكية للشركات المستثمرة في هذا المشروع الذي يوفر نحو 20 ألف فرصة عمل دائمة ومؤقتة.
وبدأت الحكومة تنفيذ المشروع عام 2015 بمشاركة 40 شركة متخصصة في إنتاج الطاقة، بينها "أكسيونا الإسبانية، ألكازار إنيرجي الإماراتية، إينيري الإيطالية، توتال الفرنسية، شينت الصينية، وسكاتيك النرويجية"، إلى جانب عدد كبير من الشركات المصرية العاملة في قطاعي البناء والطاقة، واستقبلت الشبكة القومية للكهرباء العام الماضي الطاقة الكهربائية من مجمع بنبان في أسوان خلال أكتوبر الماضي.
ويقع المجمع في مدينة اسوان، وتحديدا على بعد 30 كم شمال المدينة، ويضم نحو 32 محطة شمسية بقدرة تصل إلى 1465 ميغاوات، بما يعادل 90% من الطاقة المنتجة من السد العالي، حيث يقام على مساحة تصل الى 37 كيلومترا مربعا، وأُنشئت 4 محطات محولات لربط محطات التوليد بالشبكة الموحدة، حيث يصل إجمالي أطوال كابلات ربط محطات التوليد بمحطات المحولات إلى 1000 كم.
وعانت مصر من تكرار انقطاع التيار الكهربائي في عام 2013 بسبب نقص الطاقة بالمحطات القديمة لتوليد الكهرباء. وتحوّل العجز إلى فائض بفضل ثلاث محطات عملاقة تعمل بالغاز بطاقة 14.4 غيغاوات، تم شراؤها من شركة سيمنس في عام 2015.
وتقدر الطاقة الوطنية لإنتاج الكهرباء في مصر حاليا بنحو 50 غيغاوات، وتخطط البلاد لزيادة حصة الكهرباء التي تتوفر من مصادر طاقة متجددة من نسبة بسيطة حاليا إلى 20 في المئة بحلول عام 2022 و42 في المئة بحلول 2035.
المصدر: RT + وكالات