علاوة على ذلك أشارت البيانات إلى أن متوسط حجم النفط الذي استوردته الولايات المتحدة خلال الفترة المذكورة من الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" بلغ 56 مليون برميل شهريا، وهو أدنى مستوى في 26 عاما، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وعن أسباب هذا التراجع، قالت إيرينا لانيس المحللة في إحدى المؤسسات المالية الروسية، إن قيام دول "أوبك" بخفض إنتاجها في إطار اتفاق "أوبك+" بغية تحقيق توازن في سوق النفط ساهم في زيادة أسعار النفط، لذلك تقوم الولايات المتحدة بشكل مصطنع بخفض الطلب العالمي على النفط، وذلك من خلال تقليص مشتريات النفط من الشرق الأوسط، حيث تسعى لخفض سعر النفط الذي تشتريه عبر التلاعب بالأسعار.
وهذا التحليل يتوافق مع رأي دميتري إينوغورودسكي الخبير في المركز المالي الدولي، الذي قال إن واشنطن بهذه الطريقة تحاول الضغط على دول منطقة الشرق الأوسط، ومن بينها السعودية.
وأوضح أن الولايات المتحدة ستكون قادرة على استخدام ورقة زيادة مشتريات النفط من السعودية ودول أخرى في المنطقة مقابل الحصول على تنازلات.
إلا أن أنطون بوكاتوفيتش المحلل فيBCS Premier يعزو تراجع المشتريات الأمريكية إلى انخفاض إنتاج النفط داخل منظمة "أوبك" في إطار اتفاق خفض الإنتاج، حيث تقوم الدول المشاركة في اتفاق "أوبك+" بخفض إنتاجها بواقع 1.2 مليون برميل يوميا منذ مطلع العام الجاري.
وعن مدى أهمية النفط السعودي للولايات المتحدة، يشير المحلل إلى أن واشنطن يمكنها الاستعاضة عن النفط الخفيف المستورد من المملكة بنفط خفيف من إنتاجها.
ويضيف المحللون أنه في ظل انخفاض مشتريات النفط السعودي من قبل الولايات المتحدة فقد تحولت السعودية إلى الأسواق الآسيوية، حيث أظهرت بيانات وكالة الطاقة العالمية أن السعودية صدرت إلى الصين في مارس الماضي نحو 1.7 مليون برميل يوميا من النفط، في أعلى مستوى منذ 2004.
المصدر: RT