حكومة ميركل تواجه انتقادات بعد صفقة حول رئاسة الاستخبارات الداخلية
تواجه حكومة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل موجة انتقادات شديدة بعد توصلها مع شركائها في التحالف الحكومي إلى اتفاق بشأن مصير رئيس الاستخبارات الداخلية.
وكانت ميركل قد قررت الثلاثاء مع رئيسي حزبين آخرين إعفاء هانس غيورغ ماسن من منصبه رئيسا للاستخبارات الداخلية، بعد إدلائه بتعليقات تشكك بممارسة عصابات يمينية متطرفة للعنف في الأحداث التي شهدتها مدينة كيمنتس الشهر الماضي.
ومع ذلك فقد تم الاتفاق أيضا في إطار صفقة غطت على التشققات التي تعتري الائتلاف، على عدم إحالة ماسن إلى التقاعد، بل ترقيته الى منصب آخر أعلى داخل وزارة الداخلية وبراتب أفضل.
وعلق موقع "شبيغل أونلاين" على الصفقة بالقول إنه "تم إنقاذ الحكومة وتدمير الثقة"، ووصف ما حدث بأنه "نوع من السياسة لم يعد الأشخاص العاديون يملكون القدرة على فهمه".
ولم تقتصر التعليقات القاسية على أحزاب المعارضة مثل الخضر والديمقراطيين الأحرار وحزب اليساريين، بل تعدتها الى الاشتراكيين الديمقراطيين، شركاء ميركل في الائتلاف الذين قادوا الاتهام ضد ماسن.
وهاجمت صحيفة "بيلد" ائتلاف ميركل، قائلة إن "الأمر لم يكن يتعلق أبدا بماسن"، مضيفة "انه حول السلطة والأنانيات الكبرى في الائتلاف الكبير المتعثر الذي لم يعد قادرا بحق على انجاز أي شيء كبير".
ويتمحور الخلاف حول أعمال العنف التي وقعت على خلفية رهاب الأجانب والتي هزت مدينة كيمنتس أواخر أغسطس الماضي، وذلك بعد طعن ألماني حتى الموت واتهام سوري وعراقي بالجريمة.
وأعربت ميركل عن أسفها للطريقة التي "يصطاد" بها رجال عصابات عنصرية أصحاب الملامح الأجنبية، لكن ماسن قال العكس لاحقا، معتبرا أن تسجيلات الفيديو حول أعمال العنف هذه، مختلقة وشكك بحصول عمليات "مطاردة".
وأشادت جماعات اليمين المتطرف المعادية للهجرة بتصريحات ماسن، لكن احزابا أخرى رفضتها، ليزداد الجدل بعد صفقة الثلاثاء ويأخذ منحى أكثر شدة.
فقد قال وزير الخارجية السابق زيغمار غابرييل، وهو من الحزب الاشتراكي الديمقراطي في تغريدة على "تويتر": "تمت ترقية ماسن لفشله في منصبه".
وانتقد غابرييل أيضا وزير الداخلية هورست زيهوفر، أحد حلفاء ميركل، الذي دافع عن ماسن الأربعاء وأثنى على "كفاءته ونزاهته". وكتب غبرييل: "اذا كان انعدام الكفاءة والولاء في الحكومة من المعايير المهنية الجديدة، عندها لدى هورست زيهوفر حظوظ جيدة ليصبح الأمين العام للأمم المتحدة".
وتعرض زيهوفر لانتقادات أوسع بعد إحالته وكيل وزارة الداخلية غونتر أدلر، الوحيد من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الى التقاعد المبكر، وذلك لفتح الطريق أمام تعيين ماسن مكانه.
وأعلن وزير الداخلية انه لم يتم حتى الآن اختيار أحد لخلافة ماسن كرئيس للاستخبارات الداخلية، وهي الهيئة التي تراقب المتطرفين من اليمين واليسار والجماعات الاسلامية المتشددة، وتدير أجهزة مكافحة التجسس في الداخل.
المصدر: فرانس برس