عام على الهجوم الدموي لم يضمد جراح برشلونة النفسية والسياسية
يستعيد إقليم كاتالونيا الإسباني اليوم الجمعة الذكرى السنوية الأولى للهجمات الإرهابية التي ضربت عاصمة الإقليم برشلونة ومدينة كامبريلس، مخلفة 16 قتيلا وأكثر من 100 مصاب.
وشارك ملك إسبانيا فيليبه السادس مع عقيلته ليتيسيا، إضافة إلى رئيس وزراء البلاد بيدرو سانتشيز في الفعاليات التكريمية في برشلونة صباح اليوم، والتي تضمنت وضع أكاليل الزهور في شارع رامبلا الرئيسي للمدينة، حيث دهس إرهابي بحافلة صغيرة أعدادا من المارة متسببا في مصرع 14 منهم في 17 أغسطس عام 2017.
وتمكن منفذ العملية من الفرار، وقتل مواطنا آخر قبل أن تصفيه قوات الأمن.
وفي نفس اليوم هاجم إرهابيون آخرون المارة في كامبريلس جنوب برشلونة، وجرحوا عددا من الناس، بينهم امرأة توفيت لاحقا متأثرة بجروحها.
وقاطعت بعض القوى والشخصيات الكاتالونية المناصرة لاستقلال الإقليم، الفعاليات الرسمية احتجاجا على مشاركة رموز الدولة الإسبانية فيها، بينما حضرها رئيس حكومة كاتالونيا كيم تورا، وإن كان جدد تأكيده أن الملك شخصية غير مرحب بها في أراضي الإقليم.
A year since #17A there are two banners in #Barcelona today that some people won't want you to see. But I think they should be. 'The Spanish king is not welcome in the Catalan countries' & 'Their wars, our deaths. Catalonia in solidarity with the victims' also depicting Felipe VI pic.twitter.com/3cBOy75yfJ
— Tim Parfitt (@tjparfitt) August 17, 2018
زيارة الملك فيليبه إلى برشلونة قبل سنة في أعقاب الهجوم أثارت موجة من الاحتجاجات لدى الكثير من الكاتالونيين، لا سيما أنها جاءت قبل أسابيع من الاستفتاء الذي كان الإقليم يعتزم إجراءه على انفصاله عن إسبانيا في 1 أكتوبر عام 2017، والذي أحبطت مدريد فيما بعد تطبيق نتائجه.
هذه المرة، حسب الصحافة الإسبانية، اتفقت الأطراف المعنية على تجنب تحويل ذكرى الحادث إلى مواجهات سياسة جديدة، احتراما لذوي الضحايا، كي يكونوا هم في صدارة الفعاليات التي تجري تحت شعار "برشلونة مدينة السلام" للتعبير بالدرجة الأولى عن مشاعر الحزن على الأرواح البريئة وتضامن المواطنين ورفض الإرهاب.
Ara mateix al Portal de la Pau, a #LaRambla de #Barcelona recordant #17A
— #CDR Gràcia 🎗 (@ComiteGracia) August 17, 2018
Fotos via @CDR_Audiovisualpic.twitter.com/JC4KCaoUPF
One year of the horror in my city Barcelona... One year of the victory of the love ... We are not afraid #BarcelonaCiutatDePau#Barcelona#NoTincPorpic.twitter.com/dAFHqEXoW1
— Raquel Serrano (@RaquelEarth) August 17, 2018
وعشية إحياء ذكرى هجمات برشلونة وكامبريلس، حضر نحو 180 ممن تمكنوا من النجاة من تلك الهجمات مؤتمرا صحفيا، طالبوا خلاله الزعماء السياسيين بعدم التلاعب أو تسييس آلامهم، خاصة بعد ما شهدوه من تجاهل عقب أحداث العام الماضي، مضيفين أنهم شعروا على مدار العام الماضي بأنهم "مهمشون، مخدوعون وليس هناك من يفهمهم أو يقدر أحزانهم".
L'ofrena dels homenatges de #17A a #LaRambla ha estat en dos torns: víctimes i famílies; i autoritats. Un moment de silenci, respecte i aplaudiments que s'ha viscut amb llàgrimes i abraçades de suport. #inforac1pic.twitter.com/2wCWEIWiwD
— Ylènia Morros (@YleniaMorros) August 17, 2018
ودأب منظمو الفعاليات هذا العام على إبعاد الصحفيين عن ذوي الضحايا، خاصة وأن والد الطفل الذي قتل في الهجوم والبالغ 7 أعوام من العمر، سبق أن شكا الصحفيين "لم يتركوا لنا فرصة لبكاء الموتى".
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية أنها دفعت 9,8 مليون يورو للمتضررين من الهجمات، مشيرة إلى أنها اعترفت بـ70 شخصا ضحايا لهذه الأعمال الإرهابية.
وكانت الشرطة الإسبانية أكدت تصفية أو اعتقال جميع المتورطين في تدبير وتنفيذ هذه الهجمات، التي تبنى تنظيم "داعش" الإرهابي المسؤولية عنها.
المصدر: وكالات