مسؤول أمريكي يكشف عن التداعيات الخطيرة لعدم تمديد معاهدة "ستارت"
توقع مسؤول أمريكي انطلاق سباق تسلح كمي ونوعي بين الولايات المتحدة وروسيا، إذا لم يتوصل البلدان إلى اتفاق لتمديد معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (ستارت) في وقت مناسب.
وقال توماس كونتريمان، مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق للأمن وحظر الانتشار النووي، ورئيس مجلس إدارة رابطة السيطرة على إدارة الأسلحة حاليا، في مقابلة اليوم الاثنين مع وكالة "نوفوستي" الروسية، في معرض رده عما إذا كانت العقيدة النووية الأمريكية الجديدة ستفتح الباب أمام سباق تسلح جديد بين البلدين؟: إن "روسيا لم تبطئ أبدا في الواقع وتيرة تحديث أسلحتها النووية".
وعلى حد قول الدبلوماسي الأمريكي السابق: " لقد وصلت روسيا والولايات المتحدة الآن إلى حدود في إطار معاهدة ستارت، وهو أمر بالغ الأهمية، إلا أن هذه هي الأخبار الجيدة الوحيدة في السنوات القليلة الماضية في موسكو وواشنطن، ونحن لسنا في حاجة إلى سباق تسلح جديد، ولكن إذا لم نتمكن من تمديد معاهدة ستارت، فأعتقد أننا سندخل بسرعة في سباق تسلح كمي ونوعي على السواء".
وأكد محاور الوكالة أن المعاهدة " لحظة إيجابية في العلاقات بين موسكو وواشنطن حيث أن الجانبين تعاملا معها بمهنية عالية للغاية".
ودخلت معاهدة ستارت التي وقعتها روسيا والولايات المتحدة عام 2010 حيز التنفيذ في 5 فبراير 2011. وهي تفرض على كل طرف أن يخفض ترساناته النووية بحيث لا يبقى لديه بعد سبع سنوات، عدد إجمالي من الأسلحة النووية يتجاوز 700 سواء من الصواريخ العابرة للقارات ذاتية الدفع، أو الصواريخ الباليستية التي يمكن إطلاقها من الغواصات والقاذفات الثقيلة و1،550 من الرؤوس النووية و 800 قاذفة منشورة وغير منشورة. ويلزم الاتفاق روسيا والولايات المتحدة بتبادل المعلومات حول عدد الرؤوس الحربية ووسائط نقلها مرتين في السنة.
وانتهى في 5 فبراير 2018، الموعد النهائي لروسيا والولايات المتحدة للوصول إلى التحقق من معايير ستارت -3، رغم أن المعاهدة نفسها ستبقى سارية حتى عام 2021.
وتعلن الولايات المتحدة أنها وفت بالتزاماتها التعاهدية بموجب هذه المعاهدة في أغسطس 2017. وأعلنت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيثر ناويرت، أن الولايات المتحدة تتطلع إلى مواصلة تنفيذ المعاهدة وتعتقد أن معاهدة ستارت تجعل العلاقة مع روسيا أكثر استقرارا وتحسن أمن الولايات المتحدة وحلفائها.
بيد أن موسكو ذكرت أنها لا يمكنها التأكد من أن الولايات المتحدة خفّضت أسلحتها الهجومية الاستراتيجية تماما وفقا لمعاهدة ستارت. وأوضحت وزارة الخارجية الروسية أن المسألة لا تكمن في "الوصول إلى المؤشرات والأرقام التي تضمنتها المعاهدة لخفض الأسلحة الحقيقية، ولكن أيضا بسبب إعادة الولايات المتحدة تجهيز قاذفات "ترايدنت"II وكذلك قاذفات "ТБ В-52Н بحيث أن الجانب الروسي لا يمكنه التأكد من أن هذه القاذفات صارت ضمن الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، أو أضحت في حالة غير صالحة لاستخدام الأسلحة النووية كما هو مطلوب بموجب معاهدة، وكذلك من خلال إعادة التأهيل التعسفي للقاذفات المخصصة للتدريب، في فئة "مناجم التدريب" التي لم تنص عليها المعاهدة".
ويعتقد كونتريمان أن المشاكل المذكورة آنفا "تستطيع واشنطن وموسكو حلها من خلال الآلية المنصوص عليها في المعاهدة دون أن تحولاها إلى قضايا سياسية تعيق تمديد هذه المعاهدة".
المصدر: نوفوستي
سعيد طانيوس