مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا وزاريا لبحث خطر كوريا الشمالية
يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة اجتماعا وزاريا بشأن مسألة الترسانة النووية لكوريا الشمالية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في خطابه أمام الوزراء المجتمعين أن الوقت حان لاستئناف وتعزيز قنوات الاتصال مع بيونغ يانغ، لا سيما القنوات العسكرية بين الكوريتين الجاريتين، من أجل التقليل من خطر تحول الخلافات القائمة إلى أزمة.
وأعرب الأمين العام للمنظمة العالمية عن أمله في أن يشارك الرياضيون الكوريون الشماليون في الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغتشانغ بكوريا الجنوبية في فبراير/شباط المقبل.
بدوره، أكد مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا تمسك موسكو بتنفيذ العقوبات الأممية، مشيرا في الوقت نفسه إلى ضرورة ألا تكون هذه العقوبات غاية بحد ذاتها، بل تشكل آلية لإجبار بيونغ يانغ على الجلوس حول طاولة المفاوضات.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن العقوبات ليست الآلية الوحيدة المتاحة للأمم المتحدة، مشددا على أنه لا ينبغي استخدام الإجراءات العقابية لنسف الوضع الإنساني داخل كوريا الشمالية، لا سيما فيما يخص الإجراءات المضرة بالمجالات المدنية التي لا علاقة لها ببرنامج البلاد النووي.
وكرر نيبينزيا دعوة موسكو للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان إلى الامتناع عن إجراء مناورات عسكرية في المنطقة، مطالبا بيونغ يانغ في المقابل بالتوقف عن إجراء تجارب نووية جديدة.
ودعا مندوب روسيا جميع الأطراف المعنية إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات استفزازية ومتهورة في أثناء الألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة في كوريا الجنوبية والاستفادة من هذه الفترة للبحث عن سبل للتسوية الدبلوماسية.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن تصرفات واشنطن في المنطقة تستدعي، بالعكس، تساؤلات بشأن صحة تصريحاتها حول سعي الولايات المتحدة إلى إيجاد حلول سلمية.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الياباني تارو كونو أن بيونغ يانغ لن تبدي استعدادها للتوقف عن تطوير برامجها الصاروخية والنووية، مشددا على أن كوريا الشمالية ليست معنية بحوار بناء.
وأشار عميد الدبلوماسية اليابانية إلى أن تجربة بيونغ يانغ الصاروخية الباليستية الأخيرة جاءت بعد 75 يوما من الهدوء، مما خيب آمال الدول الأخرى التي رأت في ذلك الهدوء مؤشرا إيجابيا.
وخلص وزير الخارجية الياباني إلى أنه لا يمكن تغيير سياسة بيونغ يانغ إلا عن طريق الضغط عليها من قبل المجتمع الدولي، مضيفا أن العقوبات الأممية هي الآلية الفعالة لتحقيق ذلك.
وحذر الوزير كونو من أن الخطر الذي تشكله كوريا الشمالية لا يقتصر على ترسانتها النووية، مؤكدا أن بيونغ يانغ تعمل في موازاة ذلك على صناعة أنواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة البيولوجية والكيميائية، فضلا عن القرصنة الإلكترونية.
بدوره، أكد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أن الشرط المسبق الوحيد لإطلاق حوار مع كوريا الشمالية هو توقف بيونغ يانغ عن تصرفاتها الخطيرة، مطالبا باستمرار حملة الضغوط على كوريا الشمالية حتى عودتها إلى طاولة المفاوضات وإزالة ترسانتها النووية.
وشدد عميد الدبلوماسية الأمريكية على أن برامج بيونغ يانغ النووية والصاروخية تشكل خطرا على الأمن القومي للولايات المتحدة ودول أخرى، وهذا ليس تهديدا فارغا، مضيفا أن التقاعس عن ذلك في الظروف الحالية غير مقبول وواشنطن لن تقبل بامتلاك كوريا الشمالية أسلحة نووية.
وحث تيلرسون روسيا والصين على ممارسة مزيد من الضغط على كوريا الشمالية خارج إطار العقوبات الأممية، مشيرا إلى أن ادعاءات بيونغ يانغ حول إضرار العقوبات بأطفالها ونسائها لا تمنعها في الوقت نفسه من صرف المليارات على برامجها التسليحية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي إن التساؤلات ستبقى قائمة بشأن تمسك موسكو وبكين بالجهود الرامية إلى تسوية الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية ما لم تتوقف روسيا من توفير فرص عمل لمواطني كوريا الشمالية، وما لم تجمد الصين صادرات النفط إلى مصافي هذه البلاد.
المصدر: وكالات
نادر عبد الرؤوف