ما الذي يطمح ترامب لتحقيقه في أول زيارة رئاسية له إلى الصين؟!

أخبار العالم

ما الذي يطمح ترامب لتحقيقه في أول زيارة رئاسية له إلى الصين؟!
ترامب وزوجته ميلانيا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ وزوجته في بكين، الصين، 8 نوفمبر 2017
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/jhbm

وصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى بكين، اليوم الأربعاء، في أول زيارة للصين كرئيس للولايات المتحدة، يبحث خلالها التوتر القائم مع كوريا الشمالية، والتجارة الثنائية بين البلدين.

الجزء الرئيسي من البرنامج الرسمي لزيارة ترامب يبدأ يوم غد الخميس. وبطبيعة الحال، يتصدر هذا البرنامج اللقاء المقرر مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ. وبالإضافة إلى ذلك، من المقرر تنظيم عدد من الاجتماعات مع المسؤولين الصينيين، يناقش الطرفان خلالها مجموعة واسعة من المواضيع، من القضية النووية لكوريا الشمالية وصولا إلى التجارة الثنائية بين البلدين.

ونشأت بين ترامب وشي جين بينغ، علاقات شخصية قوية إلى حد ما، إذ لا يتوانى الرئيس الأمريكي عن تأكيد ذلك في كل فرصة، خاصة عندما يحتاج إلى مساعدة الصين في القضية الكورية التي تقض مضاجعه. ومما لا شك فيه أن "العامل الشخصي" سيلعب دورا هاما في المفاوضات المقبلة.

وأعرب مستشار الأمن القومي الأمريكي، هربرت ماكماستر، عن اعتقاده بأن ترامب سيركز على تطوير علاقاته الشخصية القوية جدا بالفعل مع الرئيس الصيني، والتي بوشر بإنشائها في مانور في ولاية فلوريدا، حيث التقى الزعيمان لأول مرة في الربيع الماضي".

وأشار إلى أن هذه العلاقات بين الرئيسين تطورت خلال الاجتماعات اللاحقة، وخاصة "في إطار قمة مجموعة الـ 20 والعديد من المحادثات الهاتفية".

وبطبيعة الحال، سيكون الموضوع الرئيسي لمناقشات الرئيس الأمريكي في الصين، هو مسألة كوريا الشمالية. وأعرب ترامب نفسه في مقابلة أجرتها معه قناة "أيه بي سي" التلفزيونية يوم الأحد، عن أمله في أن يساعد شي جين بينغ الولايات المتحدة في حل الأزمة المحتدمة حول برنامجها النووي.

وقال ترامب قبيل وصوله إلى بكين: "آمل أن نتمكن من عمل شيء ما. دعونا نرى ما سيحدث. أعتقد أن الصين هي المكان الذي سأذهب إليه، ورئيس شي يعمل جاهدا من أجل أن نرى ما إذا كان يمكنه القيام بشيء. أستطيع أن اشعر به. دعونا نرى. وآمل أن يكون احتمال ذلك مرتفعا جدا".

وأضاف: "لا أستطيع القول إنه لن يكون هناك أي خطأ في ما نقوم به أو في ما يقومون به هم (كوريا الديمقراطية)، ولكننا دولة قوية جدا، ونحن نزداد قوة كل يوم".

ولفت ماكماستر بدوره، في الإحاطة التي سبق ذكرها، الانتباه إلى الدور الهام للصين في حل مشكلة كوريا الشمالية من الناحية الاقتصادية. وقال "إن ما لا يقل عن 90 % من تجارة كوريا الديمقراطية يمر عبر الصين". وفي هذا الصدد، أشار مستشار ترامب إلى أهمية تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشونينغ، أن الرئيسين شي جين بينغ وترامب سيتبادلان وجهات النظر بشكل شامل حول القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية.

وأعلنت هوا تشونينغ، في مؤتمر صحفي، إن "قادة الصين والولايات المتحدة سيجرون خلال اجتماعهم المقرر حوارا استراتيجيا حول أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية".
كما أعربت عن استعداد الجانب الصيني، للحفاظ على اتصالات وثيقة وتفاعل مع الجانب الأمريكي، على أساس الاحترام المتبادل، وبذل جهود مستمرة لحل المشكلة النووية في شبه الجزيرة الكورية.

وأشار نائب وزير خارجية الصيني، تشنغ تزيغوان، إلى أن الصين تؤيد دائما وباستمرار الدعوة إلى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية والحفاظ على السلام والاستقرار، وتدعو لحل هذه المشكلة من خلال المشاورات والمفاوضات.

وقال نائب الوزير الصيني: "في الوضع الحالي يجب على الطرفين تجنب التصريحات والتصرفات، التي يمكن أن تؤدي إلى تعميق التناقضات والمزيد من التصعيد، لأن من الضروري بذل مزيد من الجهود لحل هذه المشكلة على مسار المفاوضات".                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                     وبالمقابل، أكد أن الجانب الصيني يعارض بشدة نشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي ثاد في كوريا الجنوبية، ويعارض فرض عقوبات أحادية الجانب من جانب الولايات المتحدة ضد الشركات الصينية والأفراد.

وأضاف: "الصين والولايات المتحدة لديهما مصالح مشتركة في نزع السلاح النووي وكذلك في الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. وينبغي على الأطراف احترام مصالح بعضهم البعض والحفاظ على اتصال وتفاعل وثيقين وبذل جهود مستمرة لحل المشكلة النووية في شبه الجزيرة الكورية بشكل بناء".

ومن المرجح أن يكون الموضوع الثاني الأهم في الاجتماعات المقبلة هو الاقتصاد. وفي هذا الصدد، لفت الخبراء في واشنطن الانتباه إلى أن ترامب اصطحب معه وفدا رفيعا من رجال الأعمال الأمريكيين إلى بكين.
وصرّح الرئيس الأمريكي نفسه للصحفيين المرافقين بأنه يود خلال جولته الحالية في آسيا مناقشة مسائل التجارة مع شي جين بينغ.

وقال ترامب "أعتقد أن الصين والولايات المتحدة تتمتعان بعلاقات قوية وودية للغاية، لكننا يجب أن ننظر بشكل أفضل مع بكين في شؤون التجارة" بين البلدين.

ووصف سيد البيت الأبيض الوضع الحالي في العلاقات التجارية الأمريكية الصينية بأنه "شارع في اتجاه واحد"، ما يعني أن الصين تستفيد أكثر من الولايات المتحدة. ووعد بأن تسعى بلاده لأن "تبدو أفضل من هذا المنطلق".

وفى حديثه عن وجهة النظر الصينية، أشار تشنغ تشي جوانغ، إلى أن العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية مفيدة للطرفين. وأكد أن مشكلة عدم التوازن في العلاقات الثنائية تحتاج إلى النظر على نطاق واسع.

وقال تشنغ تشى جوانغ: "من أجل حل هذه المشكلة، من الضروري زيادة حجم الصادرات الأمريكية للصين، وكذلك حجم الاستثمارات الثنائية، وعدم الحد من الواردات من الصين".

وأشار إلى أن الحروب التجارية لن تؤدى إلا إلى وقوع ضرر للجانبين. وأضاف الدبلوماسي الصيني أن "اقتصاديات الصين والولايات المتحدة تتمتعان بتكامل عال، وهناك إمكانات كبيرة للتعاون الثنائي".

وعشية الزيارة الحالية، تجنب كلا الجانبين التطرق إلى موضوع اليوان. علما بأن سلف ترامب، باراك أوباما، لم يفوت فرصة للتذكير بضرورة رفع قيمة العملة الصينية وبشأن الظروف غير المتكافئة التي تدخلها الشركات الأمريكية. لكن الآن يبدو كل شيء مختلفا تماما، ربما لآن البيت الأبيض قرر في الوضع الحالي عدم إزعاج بكين بمشاكل ثانوية وعدم إثارة حساسيتها في ظل رغبته في الحصول على مساعدتها في حل المشكلة الرئيسية المتمثلة بالصداع الذي تشكله كوريا الديمقراطية لها.

ويغادر ترامب الصين بعد غد الجمعة، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ليواصل جولته الآسيوية.

المصدر: نوفوستي

سعيد طانيوس

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا