السفير الروسي الجديد في واشنطن: مواجهة أمريكا معنا لا آفاق لها
دعا السفير الروسي الجديد في واشنطن إلى إقامة اتصالات عمل مباشرة بين وزيري دفاع البلدين، واستئناف الاجتماعات المشتركة بصيغة "2+2"، مشيرا إلى أن المواجهة لن تفيد أحدا.
وقال أناتولي أنتونوف في حديث لصحيفة "كوميرسانت" الروسية نشر على موقعها أمس الأربعاء: "بالإضافة إلى اللقاءات المنتظمة بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي ريكس تيلرسون، كان من المفيد إقامة اتصالات عمل بين وزيري دفاع بلدينا سيرغي شويغو وجيمس ماتيس".
وأضاف: "حان الوقت لاستئناف الاجتماعات المشتركة لوزراء الخارجية والدفاع بصيغة "2+2".
يذكر أنه تم تجميد الاتصالات العسكرية بين موسكو وواشنطن في 2014 بسبب الأزمة الأوكرانية.
وأكد أنتونوف على اهتمام موسكو بإنجاز تطبيع العلاقات الثنائية، مضيفا: "من المهم أن يدرك الزملاء في الولايات المتحدة أن المواجهة معنا لا آفاق لها، فلن يفوز فيها أحد. ولا يمكن تحقيق نتائج ملموسة في العلاقات الروسية الأمريكية إلا من خلال بناء القدرات للتعاون الثنائي".
واعتبر السفير الروسي أن "على البلدين الاستفادة إلى أقصى حد ممكن من ميزات التعاون البناء، بما فيه من مصالح لروسيا والولايات المتحدة والأمن الدولي، وحث على "التفكير في إقامة اتصالات بين مجلس الأمن في روسيا ومجلس الأمن القومي الأمريكي للنظر في قضايا مكافحة الإرهاب والتهديدات السيبرانية والاستقرار الاستراتيجي.
كما دعا أنتونوف إلى عقد اجتماعات بين رؤساء مصلحة الأمن الفدرالية ومصلحة الاستخبارات الخارجية الروسيتين من جهة، ومكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية من جهة أخرى، في إطار مساعي محاربة الإرهاب الدولي، وقال:
"علينا ألا نضيع الوقت. آن الأوان لمراجعة ما يجري حولنا، والانشغال ليس بالتهديدات الوهمية، بل بالمشاكل الحقيقية التي تهدد أمن بلدينا، والتي يتعلق أهمها بمكافحة الإرهاب الدولي".
وأشار أنتونوف إلى أن موسكو كانت قد وجهت إلى واشنطن مقترحاتها الخاصة بتحسين العلاقات الثنائية في مارس/آذار الماضي، في حين لم تتجاوز "الخطة على ثلاث مراحل" الأمريكية المزعومة، كونها مجرد مزايدات إعلامية.
وقال الدبلوماسي الروسي: "من جانبنا، قدمنا إلى الأمريكيين في مارس وثيقة تتضمن أفكارنا بشأن الخطوات المحتملة لتحسين الأجواء في إطار التحضيرات للقاء الرئيسين، ركزنا فيها على المسارات التي تتقاطع فيها مصالحنا ويمكننا تحقيق النتائج العملية فيها بشكل سريع".
واستطرد، أن تنسيق الجهود بين روسيا والولايات المتحدة مطلوب بشكل خاص في مجالات محاربة الإرهاب ومنع تجارة المخدرات وانتشار أسلحة الدمار الشامل والجرائم السيبرانية.
ونفى أنتونوف ما تناقلته وسائل إعلام حول وجود خطة أمريكية لتطبيع العلاقات مع روسيا، مذكرا بأن مثل هذه المزايدات انتشرت في الإعلام الأمريكي عشية أول لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ مطلع يوليو/تموز الماضي.
وأضاف: "قيل إن تلك الخطة كانت تطالب روسيا بالامتناع عن "الأعمال العدائية" ضد المصالح الأمريكية، ومساعدة واشنطن في تسوية الأزمة السورية بما يتفق مع الرؤية الأمريكية، وحل العقدة الكورية الشمالية، إضافة إلى تحقيق "أهداف سياسية مشتركة" في مجال الاستقرار الاستراتيجي".
وتابع: "لا مجال هنا للتعليق أو التقييم، فالدبلوماسيون لا يعتمدون على المزايدات والتسريبات، بل على المعلومات الرسمية الواردة من الطرف الآخر... لم نتلق من واشنطن أية خطة من ثلاث مراحل لتطبيع العلاقات".
المصدر: وكالات
متري سعيد