صحفية : العلاقات الروسية–الأمريكية ليست "سلبية" كما يتوقع البعض
يعتقد البعض بأن العلاقات الروسية–الأمريكية محكوم عليها بالتدهور مجددا وبالفتور كما في عهد أوباما، بل أكثر برودة لأن إدارة ترامب أصيبت بعدوى معاداة روسيا، فأين الحقيقة؟
عالجت الصحفية البريطانية ميري ديجيفسكي في مقالة نشرتها صحيفة " Independent"، هذه المسألة، وقالت: ولكن التحليل الأعمق والأفضل للأحداث التي جرت مؤخرا، تدفع المرء لاستنتاج أن التعاون بين روسيا والولايات المتحدة لم "يغص في السلبيات" كما يبدو للوهلة الأولى.
وأشارت إلى أن هستيريا التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية سيطرت على سياسة واشنطن بشكل سبّب الإحراج للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجعله يتناسي وعوده الانتخابية حول تحسين العلاقات مع موسكو في حال فوزه.
وحتى الآن، لم يعلن ترامب عن رغبته في استخدام حق الفيتو ضد مشروع القانون الخاص بفرض عقوبات جديدة ضد روسيا. وقبل ذلك، طالب ترامب روسيا بالتوقف عن زعزعة الاستقرار في أوكرانيا. وفي أبريل الماضي، أوعز بقصف مطار الشعيرات السوري كرد على هجمة كيميائية مزعومة للجيش السوري على خان شيخون.
كل هذه التصرفات، قد تشهد على أن إدارة ترامب فعلا أصيبت بعدوى معاداة روسيا التي يهذي بها الكونغرس" ولكن، هل الأمر فعلا كذلك؟".
تقول الصحفية إنه تم مسبقا إبلاغ روسيا بضرب القاعدة السورية التي أسفرت عن مقتل عدد قليل من السوريين ولم تجلب أي ضرر لروسيا وقوتها في سوريا.
وقبل فترة، تسربت أنباء عن إغلاق ترامب برنامج وكالة المخابرات المركزية الخاص بدعم المعارضة السورية، وهو، وفقا للصحفية، ما سمح باستمرار سريان نظام وقف النار في سوريا.
أما فيما يتعلق بأوكرانيا فترى الصحفية أن إدارة أوباما تركت هذه المشكلة لأوروبا. ومع تعيين ممثل أمريكي خاص بأوكرانيا، أعلن ترامب عن وجود مصالح أمريكية هناك. ولكن، والحق يقال هذه الفكرة لم تكن فكرة ترامب أو وزير خارجيته ريكس تيلرسون إنما فكرة الرئيس فلاديمير بوتين.
من الصعب، طبعا، تصور أن يكون بوتين قد فرح بتعيين فولكير في المنصب المذكور، ولكن بما أن الروس اعتبروا الفكرة جيدة، فهذا يعني أنهم يرغبون في العثور على حل دبلوماسي لمشكلة أوكرانيا.
ونوهت الصحيفة البريطانية بأن فولكير تحدث، خلال تنقلاته الأخيرة، عن رغبته في "بذل الجهود" للعثور على حلول و"بدء حوار استراتيجي صحيح مع موسكو".
وتحدث الرجل كذلك عن ظهور" نافذة إمكانيات وفرص جديدة" لأن ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يرغبان في إنهاء النزاع في شرقي أوكرانيا.
وترى الصحيفة أن بوتين ربما كان يشارك ترامب وماكرون في هذه الرغبة. فأشارت إلى أن بوتين حافظ على الهدوء التام خلال نصف عام من "الحمى و الهذيان حول التدخل الروسي" شغلت واشنطن.
وفي الأسبوع الماضي، عندما أعلن قادة شرقي أوكرانيا عن النية في تكوين دولة جديدة لم يبد الكرملين أي تأييد لهذه الفكرة.
ذلك في مجمله، قد يعني أن العلاقات الروسية–الأمريكية ليست على ذلك القدر من السوء كما يبدو للبعض. وإن كان الأمر فعلا كذلك فمعنى ذلك أن آمال ترامب حول قدر أكبر من الثقة تجاه موسكو، لا تزال حية ولم يدفنها بشكل كامل.
المصدر: RT
ادوارد سافين