ما الذي يؤرق الطامحين إلى رأس السلطة في إيران؟
عقد مرشحو الرئاسة الإيرانية يوم أمس الجمعة مناظرة متلفزة استمرت ثلاث ساعات نضحوا خلالها بما لديهم من طروح لتحسين مستوى المعيشة في إيران وتعزيز سياستها على الجبهة الداخلية.
اسحق جهانغيري، ركز بشكل رئيس خلال المناظرة علىأهمية العدالة في المجتمع الإيراني باعتبارها أحد أهم أهداف نظام الحكم في إيران وجميع الأنظمة السياسية في العالم.
وأشار في هذا الجانب إلى مفاهيم العدالة القضائية والسياسية والاقتصادية وسبل تطبيقها علي أرض الواقع.
كما شدد علي ضرورة تطوير قطاع المعلوماتية والتواصل الاجتماعي في البلاد وربطها ببعضها البعض لتسهيل نقل المعلومة الصحيحة وتقديم الخدمات للمواطنين بعيدا عن البيروقراطية والتعطيل الورقي.
كما توقف عند مشكلة السكن التي يعانيها الكثير من المواطنين مؤكدا علي ضرورة تعزيز البنية الاقتصادية وتقديم التسهيلات اللازمة لطالبي القروض المصرفية لحل هذه المشكلة.
وتطرق الي موضوع السياحة باعتباره أحد أهم أرضيات توفير فرص العمل للشباب، متسائلا عن الجهات التي أوعزت بمهاجمة السفارة السعودية وحالت بذلك دون تدفق 700 ألف من الزوار الشيعة على إيران.
ابراهيم رئيسي، حذر من تفاقم التفاوت الطبقي في المجتمع معتبرا أنه صار مسببا للمشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مشددا على ضرورة العمل على حلها جذريا واجتثاثها من المجتمع الإيراني.
وتطرق إلى التشريعات الضريبية في البلاد ومحاولات البعض الالتفاف على القانون لضمان مصالحهم على حساب الآخرين مؤكدا على ضرورة الإشراف الدقيق علي تطبيق القوانين بما يخدم مصالح سائر الشرائح الاجتماعية في إيران.
كما أشار إلى ما يعانيه الشباب اليوم من بطالة وانعدام فرص العمل والغلاء والسكن والمشاكل الاقتصادية الأخرى مؤكدا على ضرورة تعزيز الدعم الحكومي للشرائح الفقيرة ومنح القروض الميسرة وتمكين الشباب من الزواج و دعم الانتاج المحلي.
كما تطرق إلى مشاكل البيئة بما فيها التلوث وشح مياه الشرب وظاهرة الأتربة والغبار التي تعانيها كافة محافظات البلاد ولاسيما الجنوبية، مؤكدا على ضرورة اتباع الأساليب العملية للحد من هذه المشاكل وحماية الغابات والمراعي وتوسيع الغطاء النباتي في كافة أنحاء البلاد.
حسن روحاني، تطرق إلى المشاكل الاجتماعية وما يعانيه الشباب معتبرا أن توفير فرص العمل وبعث الأمل في المستقبل يعد الدعامة الرئيسية لحل هذه المشاكل، وطالب لأجل ذلك بضرورة رفع القيود الزائدة عن المواطنين.
وقال روحاني إن حكومته عملت خلال السنوات الـ4 الماضية على معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وتوفير فرص العمل وتمكين الشباب من الزواج وتحسين الظروف المعيشية في المجتمع.
وأشاد في هذه المناسبة بما حققته حكومته من نمو اقتصادي وما قدمته من حلول لمعالجة مشاكل البيئة وخلق التوازن في سوق العمل للرجال والنساء علي حد سواء، مؤكدا على ضرورة العمل من أجل ترسيخ الأسس الأسرية في المجتمع وتقديم الحلول الناجعة لمعالجة المشاكل الاجتماعية.
وفي مقدمة الإنجازات التي أحرزتها إيران خلال ولايته، أفرد روحاني تراجع اعتماد الميزانية على عائدات النفط من 45 إلى 30 في المئة.
محمد باقر قاليباف، توقف بشكل خاص عند مشكلة البطالة التي قال إنها تفاقمت في السنوات الأخيرة تزامنا منع الانكماش الاقتصادي الذي شهدته البلاد مؤخرا، وأضاف: 'نواجه إلى جانب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية اليوم، مشكلة بيئية معقدة تحتم علينا اتخاذ خطوات عملية لتقلصيها".
وأشار إلى ما تتمتع به الحكومة الحالية من طاقات مشيرا إلى أن بعض المشاكل بما فيها البيئية كانت تقتصر سابقا على عدد قليل من المحافظات فيما أخذت اليوم أبعادا أوسع لتشمل نحو 20 محافظة.
ونوه رغم ذلك ببعض الخدمات الجيدة التي قدمتها الحكومات السابقة للمواطن، منتقدا أداء الحكومة الحالية في حل مشاكل البلاد الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا إلى أهمية الحد من البطالة وتوفير فرص العمل بهما لرأب الشرخ الطبقي المستفحل في المجتمع الإيراني.
مصطفي ميرسليم، اعتبر الطاقات البشرية أنها رأسمال المال الأهم للمجتمع الإيراني مشددا على ضرورة توزيع هذه الطاقات بشكل عادل ومتكافئ بين كافة مناطق البلاد
وأشار إلى ضرورة الاهتمام بالكفاءات المحلية باعتبارها أساسا للتطور بعد الإهمال الذي تسبب بهجرة كبيرة من الريف إلى المدن الصغيرة، ومنها إلى المدن الكبرى وتوسع العشوائيات في أطراف هذه المدن.
وأوضح أن هذا الخلل خلق الكثير من المشاكل الاجتماعية والثقافية والأمنية والاقتصادية مؤكدا على ضرورة اعتماد سياسة التوزيع السكاني الصحيح والاهتمام بالمستوى التعليمي والثقافي في المجتمع.
وأشار إلى ضرورة الاهتمام بالقطاع الصحي والضمان الاجتماعي في المجتمع مؤكدا على أهمية مكافحة عصابات تهريب المخدرات ومعاقبتهم وإزالة العشوائيات في أطراف المدن لما لها من تأثير اجتماعية واقتصادية وثقافية سلبية .
سيد مصطفي هاشمي طبا، شدد على ضرورة توفير فرص العمل للشباب، مؤكدا أن حل مشكلة السكن يتوقف على توفير فرص العمل واقترح على هذا الصعيد تقديم القروض والتسهيلات وتشجيع الانتاج.
وتطرق إلى ضرورة تشجيع الشباب وتقديم الحوافز لهم بما يخدم كذلك عودة الايرانيين من المهجر وإسهامهم في بناء الوطن، كما طالب بتقديم التسهيلات للقطاع الخاص وتوفير الأرضية المناسبة لاستقطاب الاستثمارات الاجنبية.
وشدد على أهمية زيادة الدعم المقدم للقطاع الزراعي والاستفادة من الإمكانيات والطاقات الزراعية المتوفرة لتنشيط دور الزراعة في الاقتصاد الوطني.
تجدر الإشارة إلى أن الجولة الثانية من المناظرة المتلفزة بين مرشحي انتخابات الرئاسة الإيرانية سوف تعقد في الـ5 من مايو المقبل على أن تنعقد الجولة الـ3 والأخيرة من المناظرات في الـ12 منه قبل انتخابات الرئاسة المزمعة في الـ19 من نفس الشهر.
المصدر: "ارنا"
صفوان أبو حلا