خط عبّارات روسي مع كوريا الشمالية.. بين حبل الإنقاذ و"شعرة معاوية"
يفتتح خلال أيام قليلة خط عبّارات بحري بين روسيا وكوريا الشمالية، رغم عقوبات الغرب على الأخيرة ضد برامجها النووية والصاروخية.
وذكرت صحيفة ستريتس تايمز، أن روسيا ستبدأ، اعتبارا من مطلع مايو/أيار المقبل، بتشغيل خط عبارات بحرية منتظم بين ميناء فلاديفوستوك وميناء سونيونغ بكوريا الشمالية، مشيرة إلى أن بعض الصحفيين والخبراء يعتبرون أن هذا الخط سوف يكون "حبل إنقاذ تشتد حاجة بيونغ يانغ إليه"، في ظل تشديد العقوبات الغربية عليها، حسب تقرير الصحيفة، بينما يرى محللون أنه كما يقال بالعربية "شعرة معاوية" لكي لا تكون كافة الخطوط مع بيونغ يانغ مقطوعة عندما يجن جنون سياسييها.
وسيتم تشغيل عبّارة مانجيونجبونج-92، الكورية الشمالية التي تبلغ حمولتها 9000 طن على هذا الخط، بعدما كانت تستخدم لربط البلاد مع اليابان، قبل أن يتم وقف رحلاتها وإغلاق مسارها البحري، عقب فرض طوكيو عقوبات ضد بيونغ يانغ لتجاربها الصاروخية في العام 2006.
وستقوم هذه العبّارة بست رحلات منتظمة شهريا، بين ميناء فلاديفوستوك الروسي وسونيونغ الكوري، الواقع في المنطقة الاقتصادية الحرة في راسون. وستنطلق الرحلة الأولى لهذه العبارة إلى الشواطئ الروسية يوم 8 مايو/أيار المقبل، حيث تصل صباح اليوم التالي إلى فلاديفوستوك حاملة 200 راكبا و1500 طنا من البضائع.
وقال مدير المركز الآسيوي الاستراتيجي بمعهد الاقتصاد التابع لأكاديمية العلوم الروسية، جورج تولور: "إذا كان إطلاق خط الشحن هذا واقعيا وليس خبرا وهميا، فإنه من الصعب تقييم التهدف الذي سيتم استخدامه من أجله"، مشيرا إلى أنه ليس متأكدا من كمية البضائع التي سيتم تبادلها بين البلدين عبره.
فيما رأت صحيفة ستريتس تايمز أن إطلاق خدمة رحلات العبارات المنتظمة من وإلى كوريا الشمالية يظهر" رغبة روسيا بتوسيع التعاون الاقتصادي مع بيونغ يانغ، على الرغم من برامج النووية والصاروخية الأخيرة" والضجة الغربية المحتدمة حولهما.
ووفقا للخبير كيرتس ميلفن، المتخصص بشؤون كوريا الشمالية، فإن تشغيل هذا الخط لا يبدو أنه يستجيب لأهداف تجارية بحتة. وتؤكد وسائل الإعلام اليابانية أن ذلك يمكن أن " يشكل كسرا للجهود الغربية والدولية الهادفة لتشديد عزلة كوريا الشمالية من أجل إجبارها على التخلي عن برامجها النووية والصاروخية".
ويعتقد أنه من الممكن استخدام هذه العبّارة لإعادة توجيه التدفقات التجارية وأن يكون لخط الشحن المذكور بعض الإمكانيات العملانية، إذ أن "العبارة يمكن أن تحمل السيارات، والمواد الغذائية والإلكترونيات والعقاقير ألى كوريا الشمالية، على سبيل المثال، وأن تحمل منها المأكولات البحرية والعمالة. ويمكن أن تكون قادرة على إعادة تصدير المنتجات في جنوب شرق آسيا. كما يمكن أن تستخدم أيضا من قبل السياح الروس في كوريا الشمالية، مما يجعلها المصدر الرئيس للدخل بالنسبة لهذا البلد".
الخبير اندريه لانكوف، من جامعة كوكمين في سيئول، لا يرى جدوى من إطلاق خط الشحن، لأن"حجم التجارة الثنائية بين البلدين منخفض"، حسب قوله.
ويضيف أن روسيا وكوريا الشمالية قد تحاول إعادة توجيه جزء من التجارة التي تتم من خلال الصين. لكنه يشكك في إمكانية استخدام هذه العبّارة الكبيرة بكامل طاقتها ويتوقع أن تبحر"نصف فارغة".
ويذكر أن حجم التجارة الثنائية بين روسيا وكوريا الشمالية انخفض منذ العام 2014 بسبب العقوبات الدولية المفروضة على بيونغ يانغ. ووفقا للسفارة الروسية في كوريا الشمالية، فقد بلغ حجم التجارة الثنائية 69 مليون $ في العام 2016. ولكن الخبير تولور يعتقد أن التجارة الثنائية الفعلية بين البلدين تصل إلى حوالي مليار دولار.
وبالإضافة إلى ذلك، يعتقد الصحفيون اليابانيون أن المسار الجديد سيجذب إلى الشرق الأقصى الروسي الأيدي العاملة من كوريا الشمالية.
ويشار إلى أن الولايات المتحدة تقود تصعيدا خطيرا ضد كوريا الشمالية في الفترة الأخيرة، فقد أرسلت مجموعة بحرية كبيرة بقيادة حاملة طائرات إلى قبالة شبه الجزيرة الكورية من أجل الضغط على بيونغ يانغ للتخلي عن برنامجها النووي والصاروخي.
المصدر:RT
سعيد طانيوس