"تيار هادر من التنظير ".. مدفيديف يكتب حول مستقبل "مبادرات السلام" الأوروبية

أخبار العالم

نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي/ دميتري مدفيديف (صورة أرشيفية)
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/t3a7

قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، إن "مبادرات السلام" الأوروبية ليست سوى تيار هادر من التنظير يطلقه مولعون أوروبيون بالبيانات والمنحنيات.

جاء ذلك في منشور كتبه ميدفيديف على قناة "تليغرام" الخاصة به، حيث أشار إلى أن الغرب قد أصابته حساسية  إنشاء "خطط سلام" من شأنها أن تدفع نحو تسوية الوضع في أوكرانيا. وكان الوضع ليكون مقبولا إذا ما دار الحديث حول إعداد بدائل تأخذ في الاعتبار الحقائق على الأرض. إلا أن ذلك ليس الحال، وإنما تبدو تلك الخطط كـ "تيار هادر من التنظير يطلقه مولعون أوروبيون بالبيانات والمنحنيات".

وتابع مدفيديف: "برزت، في الآونة الأخيرة، إيطاليا، بخطة نشرتها الصحف الإيطالية من خلال وزير خارجيتها، وعرضت الخطة على الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة غوتيريش، حيث تتكون الخطة من أربع مراحل للتسوية السلمية في أوكرانيا. ويبدو أن الخطة لم تكن من إعداد دبلوماسيين، وإنما من قبل سياسيين محليين يواظبون على قراءة الصحف الإقليمية، ويستندون فقط إلى الأخبار المزيفة التي يفبركها الطرف الأوكراني.

ها هي بعض أفكار تلك الخطط:

1- الوضع المحايد لأوكرانيا وإمكانية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي دون عوائق.

وهنا أقول إن المبادرة محقة بشأن الوضع المحايد لأوكرانيا، أما عضوية الاتحاد الأوروبي، فتلك خدعة، وهم يعلمون أنها كذبة. وبغض النظر عن مدى انغماس كييف في أوهامها بشأن انضمامها لعالم أوروبي شاعري، فلا فرصة لها في ذلك بدون عضوية "الناتو". والآن، لم يعد أحد ينتظر أوكرانيا هناك.

يتعلق الأمر الآن فقط بأن الاتحاد الأوروبي لم يعد يريد رؤية أوكرانيا به، فهو بالنسبة له أمر خطير ومكلف للغاية، لهذا يطرحون البدائل.

كفى هذا الكم من اللاجئين الأوكرانيين، ممن تم إيواؤهم بالفعل. اللهم إلا إذا أقدم القادة البولنديون المجانين على المساومة بشأن هذه القضية مقابل المناطق الغربية من أوكرانيا. أما جمهوريات البلطيق، فتطلق دعواتها لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي فقط لزيادة ثقلهم السياسي، الذي أضعفه الإسهال المزمن للروسوفوبيا.

2- حكم ذاتي لإقليم الدونباس مع الحفاظ عليه داخل حدود أوكرانيا.

وهذا هراء واضح وإسقاط رخيص. فقد تم اتخاذ القرارات بشأن مصير جمهوريات دونباس في نهاية الأمر، ولا رجعة في ذلك. وذلك المقترح غير مقبول بالمرة لكل من يتذكر مصير اتفاقيات مينسك وقتل المدنيين في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.

 3- حكم الذاتي كامل لشبه جزيرة القرم داخل حدود أوكرانيا.

أما تلك، فوقاحة مباشرة ضد روسيا، وتهديد لوحدة أراضيها، وذريعة لبدء حرب شاملة. فلا ولن توجد هناك قوة سياسية في روسيا يمكنها أن توافق حتى على مناقشة مصير شبه جزيرة القرم، فتلك ليست سوى خيانة وطنية.

ولا فائدة هنا في مزيد من التحليل، لأن كل هذا هو مجرد محاولات لمساعدة كييف لحفظ بعض ماء الوجه على الأقل...

ومع ذلك، فأوكرانيا نفسها لا تريد التفاوض على الإطلاق. فقد فضلوا، منذ فترة طويلة، نسيان مشروع معاهدة السلام الروسية. كما لو كان الأمر غير موجود بالمرة، فهم يراهنون فقط على تدفق الأسلحة والأموال من الدول الغربية، ويفضلون الحرب حتى نهايتها المنتصرة.

لا جدوى.

ففي واقع الأمر، وفي حال حدوث تغيير في سيناريو العملية العسكرية، فحتى المخابئ تحت الأرض لن تنقذ السلطات والقيادة العسكرية الأوكرانية، وحينها لن تتم زيارات الأجداد الذين يعانون الخرف والجدات الممنوعات من الخروج "لأوكرانيا" في كييف، وإنما على الحدود مع بولندا.

لذلك، تقدمنا بمبادرات سلمية، تستند إلى حسابات رصينة، وتعكس الوضع الراهن على الأرض، وقد سلمت روسيا هذه الوثيقة منذ فترة طويلة لمناقشتها.

أما مقترحات السلام، التي تدافع بشكل فج عن مصالح "الناتو" والنظام العالمي الغربي، فيتعين علينا ببساطة تجاهلها، والدفع بأصحابها إلى الجحيم.

ثم مواصلة العمل نحو التحقيق الثابت والمطرد لأهداف العملية العسكرية الخاصة".

المصدر: تليغرام

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا