معاناة "الإعلام" في ظل طالبان بعد أن كان من قصص النجاح القليلة في العقدين الماضيين في أفغانستان

أخبار العالم

معاناة
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/ru65

سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على قطاع الإعلام في أفغانستان في ظل سيطرة حركة "طالبان" وما يعانيه من تراجع حاد وتقييد للصحفيين والعاملين في جميع مناحي القطاع.

وبحسب الصحيفة، ألغيت المسلسلات التلفزيونية "الرومانسية" بعد أن حذرت طالبان من محتواها، وتم إلغاء البرامج التي تخص النساء، ناهيك عن ألغاء عمل الصحفيات بالظهور "خلال البث" كما تم إلغاء التحقيقات الإخبارية بعد أن طالب المسؤولون بالإشراف عليها قبل بث أي شيء.

كان ينظر إلى قطاع "الإعلام" في أفغانستان على أنه أحد قصص النجاح القليلة خلال العقدين الماضيين، ولكن مع عودة طالبان، فإن القطاع في حالة من الانهيار، فضلا عن فرار العشرات من الصحفيين من البلاد خائفين من الأعمال الانتقامية بسبب تغطيتهم الصحفية، كما اختبأ الكثيرون، وأجبرت نساء كثيرات على ترك مناصبهن.

وأغلقت أكثر من 250 صحيفة ومحطة إذاعية وتليفزيونية أبوابها في الأيام المائة الأولى من حكم طالبان، وفقد حوالي 70% من الصحفيين وظائفهم، وفقا لمراقب الصحافة الأفغاني NAI.

وقال حبيب الله، المصور في مدينة مزار الشريف الشمالية، الذي يخطط ليصبح سائق تاكسي: "عندما أقابل أصدقاء يقولون انتهى الإعلام.. إما أن نغادر البلد ، أو علينا الحصول على وظيفة أخرى".

والمشكلة الأكبر هي لوائح طالبان غير الرسمية التي تجعل العمل كمصور إخباري شبه مستحيل.

وأضاف حبيب الله: "إذا وقع حادث أو هجوم، فلا يمكنك الذهاب إلى هناك مباشرة لالتقاط الصور، عليك التحدث إلى طالبان أولا للحصول على الموافقة". لكن بعد ذلك نفقد إظهار الحقيقة. يستغرق الأمر أربع أو خمس ساعات للحصول على إذن وبعد ذلك يكون كل شيء قد تم تنظيفه".

واستهدفت حركة طالبان المراسلين على مدى سنوات بالاغتيال والاختطاف، لكن المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد وعد في أغسطس الماضي نشطاء حرية الصحافة "مراسلون بلا حدود" بأنه "لن يتم تنفيذ أي تهديد أو انتقام ضد الصحفيين" في ظل حكم الجماعة.

ولفتت الصحيفة إلى أن حركة "طالبان" أطلق العنان، إلى حد كبير، للمراسلين الأجانب، لكن بالنسبة لوسائل الإعلام الأفغانية، فإن العمل أكثر تعقيدا وخطورة. كما جعلت مجموعة اللوائح الرسمية الجديدة والضوابط المحلية غير الرسمية، التي يتم إصدارها شفهيا في كثير من الأحيان من قبل طالبان، جعلت العمل في التقارير الإخبارية أكثر خطورة بكثير. كما أن الاعتداءات البارزة على الصحفيين التي حصلت من قبل عناصر الحركة، مثل الحادثة التي وقعت في وقت سابق بالضرب المبرح لصحفيين اثنين قاما بتغطية احتجاج، كان لها تأثير مخيف على المراسلين الآخرين.

ولفتت الصحيفة إلى أن رقابة طالبان تتجاوز التقاريرالإخبارية، وباتت تسيطر على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تم استدعاء أحد الصحفيين بعد نشره منشورا على حسابه الشخصي في "فيسبوك" إلى مكاتب طالبان وحذروه من نشر أشياء سلبية مرة أخرى.

أما فيما يخص البرامج الترفيهية، فإن نهج طالبان المتشدد في هذه البرامج يجعل من الصعب العثور على برامج جذابة، وقد فر بعض أفضل المواهب من البلاد أو اختبأوا أو استقالوا.

ويخشى الأفغان أيضا الاستماع إلى الموسيقى في سياراتهم خوفا من مسلحي الحركة عند نقاط التفتيش، لذلك توقفت أغلب المحطات عن بث الأغاني.

وتقول منظمات مدافعة عن حرية الصحافة وحقوق الإنسان إنه جرى فرض قواعد جديدة على الصحفيين، بما في ذلك حظر جميع التقارير "المخالفة للإسلام" أو "الإساءة إلى الشخصيات العامة" أو "المواضيع التي لم تحصل على موافقة السلطات".

الصحفيات كان لهن الحصة الأكبر من الضرر في ظل طالبان، من جهتها قالت زهرة جويا، رئيسة تحرير موقع "روشانا ميديا"، وهو موقع إخباري للنساء، وهي  اختارت المنفى بعد سقوط كابل، "إن فريق الموقع النسائي لا يزال يعمل من داخل أفغانستان، ولكن بهويات مخفية. أنا لست متفائلة للغاية بشأن مستقبل الصحفيات في أفغانستان. إذا بقيت طالبان في السلطة لفترة طويلة، أعتقد أننا سنفقد الصحفيات، لأنه لن يُسمح لهن بالعمل".

وكانت حركة طالبان التي اتبعت خلال حكمها السابق من العام 1996 حتى 2001 نهجا متشددا وقمعيا، أكدت بعد عودتها للحكم أنها ستحترم حقوق المرأة "بموجب الشريعة الإسلامية"، لكنها ما زالت بعد نحو شهرين تمنع النساء إلى حد كبير من العمل.

في كابل في نهاية يوليو الماضي (قبل دخول طالبان لكابل) عملت أكثر من 700 امرأة كصحفيات. بعد شهر من ذلك ، كان هناك بضع عشرات منهن فقط لا يزلن يكتبن أو يبثن، وفقا لتقرير صادر عن مجموعة حرية الصحافة "مراسلون بلا حدود"، ومركز حماية الصحفيات الأفغانيات (CPAWJ).

ووضعت الحكومة مؤخرا مبادئ توجيهية جديدة قاسية منعت أي مسلسل درامي مع ممثلات، ومنعت المراسلات والصحفيات من العمل على الهواء ما لم يلتزمن بمعايير طالبان غير المحددة بشأن "الحجاب" ، أو التستر. إذ يرى كثيرون أن مثل هذه الأحكام هي خطوة نحو إخراج النساء من قطاع الإعلام بالكامل.

المصدر: الغارديان

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا