لافروف: الغرب يسعى لإحلال "نظام عالمي مبني على قواعد" محل القانون الدولي
انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ما وصفه بمحاولة الدول الغربية لتهميش دور المؤسسات الدولية باختلاق "قواعد" بديلة عن القانون الدولي في العالم.
وفي كلمة ألقاها، اليوم الجمعة، أثناء اجتماع لوزراء خارجية دول "بريكس" (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا) في ريو دي جانيرو، أشار لافروف إلى أن العولمة تغير توازن القوى العالمية لصالح الدول النامية والدول ذات الأسواق قيد التشكل.
وتابع أن من تبعات هذه العملية انتقال مركز النفوذ السياسي في العالم من المنطقة الأورو-أطلسية إلى مناطق أخرى، الأمر الذي لا يرضي الجميع في الغرب.
وأوضح أن خطوات محددة تتخذ بهدف تعطيل المؤسسات والاتفاقات الدولية والتخلي عن الدبلوماسية متعددة الأطراف، لصالح تمرير قرارات بصيغة "تحالفات قائمة على المصالح"، وذلك بهدف فرضها فيما بعد على سائر الدول باسم "المجتمع الدولي" الزائف.
وتابع لافروف قائلا: "هذا ما نرى فيه جوهر التعبير المضلل هو (نظام عالمي مبني على قواعد)، والذي يعني في حقيقة الأمر، محاولة الغرب لاختلاق واقع قانوني كاذب من أجل تبرير نشاطاته لردع المنافسين". واستطرد الوزير الروسي أن "القواعد" المزعومة تغدو، في أحيان كثيرة، تفسيرا تعسفيا لمبادئ القانون الدولي وأحكامه. أما الهدف النهائي من هذه التطلعات فيكمن في ضمان احتكار الغرب عملية اتخاذ قرارات تخص القضايا العالمية.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن الطريق الوحيد لحل الأزمات يمر عبر الحوار بين الأطراف، وإعمال آليات سياسية ودبلوماسية، في ظل احترام سيادة الدول، بعيدا عن أي تدخل خارجي في شؤونها.
وحذر لافروف من المخاطر الناجمة عن زيادة الميزانيات العسكرية وتبعات نسف هياكل الاستقرار الاستراتيجي في العالم، قائلا إن هذه التوجهات تهدد الأمن الدولي. واستذكر بهذا الصدد تقويض واشنطن لمعاهدة الصواريخ المضادة الباليستية، ثم معاهدة الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، والضبابية السائدة حول مصير معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية.
كما عبر الوزير عن قلق موسكو من عزم الولايات المتحدة تطوير القطاع الفضائي من درعها الصاروخية، كتوجه يشير إلى خطط واشنطن لنشر وسائلها الضاربة المضادة للصواريخ في الفضاء في المستقبل القريب، ما سيؤدي إلى تصعيد سباق التسلح. وذكر لافروف أيضا خطط فرنسا لإنشاء "قيادة فضائية" داخل قواتها المسلحة. ودعا الوزير دول "بريكس" للعمل على منع "عسكرة الفضاء الكوني".
المصدر: RT