ما هو "الدماغ الكيميائي"؟

الصحة

ما هو
ما هو الدماغ الكيميائي؟
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/l5xf

كشفت دراسة جديدة أن العلماء بدأوا أخيرا في تحديد ما هو "الدماغ الكيميائي" بالضبط، وربما وجدوا طريقة لعكس مسار ضبابية الدماغ التي يحدثها علاج السرطان.

ويعاني أكثر من نصف مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي، من الضباب الإدراكي لأشهر وأحيانا سنوات، بعد خضوعهم للعلاج المكثف، ولكن الأطباء لم يفهموا حقيقة الأسباب.

غير أن فريقا من علماء جامعة ستانفورد حددوا آثار العلاج الكيميائي، في 3 أنواع مختلفة من خلايا الدماغ.

ويعتقد العلماء أن العلاج الكيميائي يسبب نوعا من التطور المعلق لبعض خلايا الدماغ، ويمنع نشاط الخلايا التي تساعد على ضمان تغذية خلايا الدماغ بشكل جيد بالمغذيات، لأن الدواء يؤدي إلى استجابة مناعية مفرطة النشاط.

وفي تجاربهم على الفئران، ساعد دواء يعمل على قمع هذه الخلايا المناعية، في عكس التأثيرات المعرفية للعلاج الكيميائي.

وركز الباحثون على خلايا دماغية تدعم الخلايا العصبية في المادة البيضاء. وسلطوا الضوء على 3 أنواع متورطة في الدماغ الكيميائي: oligodendrocytes وastrocytes وmicroglia.

وينتج oligodendrocytes الميلين، وهو الغطاء الذي يحمي الخلايا العصبية. وفي حال تلفها، تكون الإشارات المرسلة بين خلايا المخ عرضة للتداخل.

وتضع الخلايا النجمية "astrocytes" قواعد داعمة مهمة للخلايا العصبية، مع التأكد من أنها تعمل بسلاسة للحصول على تغذية كافية. أما خلايا "microglia" فتعد الجهاز المناعي الخاص بالدماغ.

وقدم الباحثون علاجا كيميائيا للفئران المصابة بالسرطان، مع ترك بعضها دون علاج.

وفي أدمغة الفئران التي تلقت العلاج، لم تصل خلايا الميلين المنتجة أبدا إلى مرحلة النضج، لذا لم تتمكن من إنتاج ما يكفي من الميلين لحماية الخلايا العصبية.

ونتيجة لذلك، تحركت الفئران ببطء أكثر، وواجهت صعوبة في تذكر عناصر من بيئة كان يجب أن تكون مألوفة لديها.

ومن ناحية أخرى، يبدو أن العلاج الكيميائي يعمل على زيادة خلايا المناعة في الدماغ. وتم تنشيط خلايا "microglia" بشكل مستمر لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد تقديم العلاج الكيميائي.

وفي الواقع، تداخل النشاط الزائد في خلايا "microglia" مع الخلايا النجمية، وكافحت الخلايا العصبية للحصول على ما يكفي من التغذية، والتي يمكن أن تكون سببا إضافيا لضبابية الدماغ.

ومن اللافت للنظر أن الباحثين في جامعة ستانفورد، اكتشفوا أنه يمكنهم استخدام دواء يهاجم خلايا "microglia" لاستعادة التوازن بينها وبين خلايا التغذية، لعكس التأثيرات المعرفية للعلاج الكيميائي.

وقالت طبيبة الأمراض العصبية في جامعة ستانفورد، ميشيل مونجي، إن "بيولوجيا هذا المرض تؤكد حقيقة مدى أهمية الحديث المتبادل بين الخلايا. وهناك أمل حقيقي في أن نتمكن من التدخل، وحث الخلايا على التجدد ومنع الضرر في الدماغ".

وتجدر الإشارة إلى أن ظهور العلاج الكيميائي أحدث ثورة في علاج السرطان. وخلال الحرب العالمية الثانية، أدت اختبارات الجيش الأمريكي لغاز الخردل إلى اكتشاف أن المركب المبني على هذا الغاز، يمكن أن يحارب بعض أنواع السرطان.

وبعد ذلك بفترة قصيرة، اكتشف السلف لمركب methotrexate، شائع الاستخدام حاليا.

وتنمو الأورام السرطانية عندما تسمح طفرة الحمض النووي للخلايا بالانقسام والتكاثر خارج السيطرة، ولكن سلف methotrexate منع هذا التأثير، وبالتالي توقف نمو السرطان أيضا.

وغالبا ما يؤدي العلاج الكيميائي إلى الشعور بالغثيان، وعدم القدرة على تناول الطعام، بالإضافة إلى الشعور بالتعب الشديد. كما يرافق العلاج الكيميائي انخفاض في الوظائف المعرفية، يمكن أن يستمر لفترة طويلة في بعض الحالات.

المصدر: ديلي ميل

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا