قال العلماء في جامعة "ميتشيغان" إنه: "من خلال فهم كيفية إدراك الدوائر العصبية للموت من قبل بعض الكائنات، بما في ذلك البشر، سيكون من الممكن تقييم عواقب عواطف معينة واكتساب نظرة ثاقبة حول كيفية تأثير الحالات العصبية المعينة على السلوك. و نُشرت مؤخرا نتائج الدراسة بهذا الشأن في مجلة PLOS Biology الأمريكية .
أجرت الباحثة كريستي جيندرون وزملاؤها في جامعة "ميتشيغان" تجارب على ذباب الفاكهة السوداء التي تتكاثر وتموت بسرعة وتعيش في المتوسط ثلاثة أشهر.
وحاول العلماء فهم الظاهرة التي اكتشفوها سابقا، حيث مات الذباب بسبب غامض في وقت أبكر بكثير مما كان من المفترض أن يموت، أي فيما يقرب من شهرين، إذا رأت حشرات ميتة أخرى.
وبدأت الحشرات الحية، في وجود الميتة، تتصرف بشكل مغلق وتفقد الشهية وتصبح نحيفة وتشيخ بوتيرة سريعة بشكل لا يصدق. وفي النهاية، تنضم فجأة إلى الحشرات الميتة.
وظل سبب التغير الحاد في السلوك غامضا، ولم يفهم العلماء حتى الآن سوى كيفية عمل آلية هذه الظاهرة. والدور الرئيسي، كما اتضح، يلعبه السيروتونين ، وهو ناقل عصبي ينقل الإشارات بين الخلايا العصبية. ويبدأ نوعان من الخلايا العصبية المعرضة له R2 و R4 فجأة في إظهار نشاط متزايد، مما يؤدي إلى قدوم شيخوخة الذباب بسرعة وحتى الموت.
واعترفت كريستي وزملاؤها بأنهم لا يعرفون حتى الآن كيفية تطبيق نتائج "اكتشافهم. لكن يُعتقد أنه سيساعد في تطوير علاجات الأشخاص "الذين يتعرضون بانتظام لضغوط الموت، بما في ذلك الأفراد العسكريون ورجال الطوارئ.
من غير المستبعد أن تكون هناك اكتشافات جديدة هادفة إلى إبطاء الشيخوخة. وليس للذباب فحسب بل والبشر بالطبع.
جدير بالذكر أنه لا توجد بيانات علمية موثوق بها، ولا توجد تقارير تفيد بأن العاملين في المشرحة ومحارق الجثث والمقابر، الذين يرون الموتى بانتظام، يموتون قبل ممثلي المهن الأخرى غير المرتبطة بالوفاة.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا