وتوضح الخريطة بالتفصيل مواقع وأحجام جميع التضاريس البركانية البالغ عددها 85000 التي تم اكتشافها على سطح "التوأم الشرير" لكوكبنا حتى الآن، ويأمل العلماء أن تساعد في البحث عن براكين نشطة جديدة على كوكب الأرض الجار الحارق.
وعلى الرغم من أن كوكب الزهرة يحتوي على براكين أكثر من أي كوكب آخر في النظام الشمسي، إلا أنه لا يحتوي على ألواح تكتونية، ما يؤدي إلى النشاط البركاني كما هو على الأرض.
ولسنوات، اعتقد العلماء أن البراكين على كوكب الزهرة انقرضت منذ فترة طويلة، إلا أنه تم الإعلان عن اكتشاف بركان نشط مؤخرا على كوكب الزهرة في وقت سابق من هذا العام، وهو ما جدد الاهتمام بين علماء الكواكب للبحث عن المزيد من البراكين الحية على سطح الكوكب.
وقال بول بيرن، أستاذ علم الفلك في جامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميسوري والمؤلف المشارك للدراسة ، في بيان: "ستمكن قاعدة البيانات الجديدة هذه العلماء من التفكير في أي مكان آخر للبحث عن دليل على النشاط الجيولوجي الأخير".
وتعد الخريطة، التي تم إصدارها يوم الخميس 29 مارس، أكبر كتالوج للبراكين في أي عالم، بما في ذلك الأرض، حيث أنه لم يتم العثور على معظم براكين كوكبنا لأنها مخبأة تحت الماء في قاع المحيط.
ونظرا لكون كوكب الزهرة هو عالم جاف، فإنه يعرض جميع البراكين على سطحه، ما يسمح للعلماء باكتشاف ودراسة معظمها إن لم يكن كلها.
وجعل فريق بيرن الخريطة متاحة للجمهور ولعلماء آخرين لتحليلها. ويأمل الفريق أن توفر فهما أفضل لكيفية تشكل البراكين ذات الأحجام المختلفة وانتشارها وتطورها عبر سطح كوكب الزهرة.
وقالت ريبيكا هان، طالبة الدراسات العليا في علوم الأرض والكواكب في جامعة واشنطن والمؤلفة الأولى للورقة الجديدة، في البيان: "لقد توصلنا إلى فكرة وضع فهرس عالمي لأن أحدا لم يقم بذلك على هذا النطاق من قبل".
وفي الوقت الحالي، المعلومات الوحيدة التي يمتلكها علماء الفلك عن النشاط البركاني على كوكب الزهرة هي من الصور التي أرسلتها المركبة الفضائية ماجلان التابعة لناسا في أوائل التسعينيات.
واستخدم الفريق الذي يقف وراء الدراسة الأخيرة تلك البيانات البالغة من العمر 30 عاما لتجميع المخزون الشامل للبراكين على كوكب الزهرة.
وصنف العلماء جميع البراكين في قاعدة البيانات إلى ثلاث مجموعات بناء على أحجامها: التضاريس الصغيرة التي يقل قطرها عن 3 أميال (5 كيلومترات)، والمتوسطة بأحجام تتراوح بين 3 إلى 62 ميلا (5 إلى 100 كيلومتر)، والبراكين الكبيرة أكثر من 62 ميلا ( 100 كم).
وكشفت الخريطة أن العديد من البراكين الصغيرة، التي تجاهلها صيادو البراكين سابقا، تشكل جزءا كبيرا من الخريطة، وفقا للدراسة.
ووجد الفريق أن البراكين الكبيرة قليلة العدد، وتتجمع بالقرب من خط الاستواء على كوكب الزهرة.
كما وجدوا أيضا أن البراكين على كوكب الزهرة تميل إلى أن تكون إما صغيرة جدا أو كبيرة جدا، حيث أظهرت الخريطة الحديثة بشكل مدهش عددا قليلا من التضاريس البركانية ذات الأحجام المتوسطة.
وتم العثور على مثل هذه التضاريس ذات الحجم المتوسط لتكون متجمعة في نصف الكرة الشرقي للكوكب.
ومن المثير للاهتمام، أن الفريق لم يعثر على أي براكين حول القطب الجنوبي للكوكب، وما يزال السبب في ذلك لغزا محيرا.
ويقول العلماء إن هذه النتائج تلقي مزيدا من الضوء على العمليات التي تحدث في الجزء الداخلي من كوكب الزهرة. ويمكن تفسير عدد البراكين وأحجامها بكميات محددة من الصهارة التي تدور تحت سطح الكوكب، أو بمعدلات ثوران البراكين على كوكب الزهرة، وفقا للدراسة.
وعلى الرغم من أن أحدث خريطة تكشف عن براكين أكثر بمقدار 50 مرة مما اعتقد العلماء أنه موجود على سطح الكوكب من قبل، يعتقد الفريق أن هناك المزيد من البراكين في انتظار الاكتشاف.
ويأمل الفريق أن يتم العثور على مثل هذه البراكين من خلال مهمة كوكب الزهرة VERITAS التابعة لناسا، والتي صممت لرؤية الغلاف الجوي السميك للكوكب ولديها القدرة على ملاحظة تغيرات بحجم السنتيمتر على سطحه. ومع ذلك، سحبت وكالة ناسا مؤخرًا الجزء الأكبر من تمويل البعثة، ما أدى إلى تأخير المهمة الأولى من ثلاث بعثات لكوكب الزهرة التي طال انتظارها، إلى أجل غير مسمى.
نشرت الدراسة في مجلة JGR Planets.
المصدر: سبيس