مباشر

اختراق الغلاف الجوي الأرضي يضيف "ملح الطعام" إلى النيازك

تابعوا RT على
كشف تحليل جديد لحجر نيزك "وينككومب" (Winchcombe) عن مدى السرعة التي يمكن أن تتلوث بها الصخور الفضائية التي تسقط على الأرض عابرة غلافنا الجوي.

ويعد النيزك الذي هبط في غلوسترشير في فبراير عام 2021، على بعد نحو 165 كيلومترا من لندن،  أول نيزك يسقط على أراضي المملكة المتحدة منذ ما يقارب 30 عاما.

وتم أخذ شظايا وينككومب من ممر محلي بعد ساعات من دخولها الغلاف الجوي للأرض. وعثر على المزيد من الأجزاء المتعلقة به في حقل للأغنام بعد ستة أيام من ذلك.

وأظهرت النتائج أن الشظايا النيزكية من وينككومب طورت بسرعة العديد من "الأطوار الأرضية"، مثل الأملاح والمعادن التي تطورت من تفاعل أسطحها مع البيئة الرطبة التي هبطت فيها.

ويمكن أن تكون النتائج مفيدة للجهود المستقبلية لحماية النيازك الجديدة بعد العثور عليها.

ويمكنها أيضا مساعدة البعثات الجيولوجية إلى الكويكبات والكواكب الأخرى في الحفاظ على عيناتها خالية من الملوثات الأرضية بمجرد عودتها إلى الأرض.

وتقول الكاتبة الرئيسية للورقة البحثية هي لورا جنكينز، الحاصلة على درجة الدكتوراه في كلية علوم الأرض والجغرافيا بجامعة غلاسكو: "تحليل النيازك يمكن أن يوفر نظرة ثاقبة للكويكبات التي أتت منها وكيف تكونت. ويحتوي وينككومب والنيازك الأخرى المشابهة له على مياه وعناصر عضوية خارج الأرض، وقد تكون الكويكبات التي تأتي منها مسؤولة عن توصيل الماء إلى الأرض، ما يمنحها ما يكفي من الماء لتشكيل محيطاتها المميزة. ومع ذلك، عندما يتعرض نيزك للملوثات الأرضية، وخاصة الرطوبة والأكسجين، فإنه يخضع لتغييرات، ما يؤثر على المعلومات التي يوفرها".

وفي ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة Meteoritics & Planetary Science، قام فريق من الباحثين بقيادة جامعة غلاسكو بفحص قطعتين صغيرتين من نيزك وينككومب بحثا عن علامات على تعديلات أرضية.

واستخدموا المسح المجهري الإلكتروني من خلال مطيافية رامان والمجهر الإلكتروني للإرسال (Raman spectroscopy and transmission electron microscopy) لفحص أسطح العينات. وتم أخذ العينة الأولى من شظايا الممر والأخرى من تلك الموجودة في حقل الأغنام.

ووجدوا أن شكلين من الملح، كبريتات الكالسيوم والكالسيت، تكونا على قشرة اندماج العينات المأخوذة من حقل الأغنام. كما لاحظوا الهاليت، المعروف أيضا باسم ملح الطعام، على العينة المأخوذة من الممر.

وقشرة الاندماج هي المادة المميزة التي تتشكل عندما تذوب النيازك أثناء دخولها الناري إلى الغلاف الجوي للأرض.

وخلص الباحثون إلى أنه نظرا لظهور الكبريتات على السطح الخارجي لقشرة الاندماج، فمن المرجح أنها ظهرت بعد هبوطها نتيجة التعرض لظروف رطبة في حقل الأغنام.

وفي هذه الأثناء، ظهر الهاليت فقط على سطح الأجزاء من عينة الممر، ويرجح الباحثون أنه تشكل عن طريق تفاعل شريحة الصخور مع هواء المختبر الرطب.

وقالت جنكينز: "غالبا ما يوصف نيزك وينككومب بأنه مثال أصلي على النيازك المعروفة باسم الكوندريت CM، وقد أسفر بالفعل عن رؤى رائعة. ومع ذلك، ما أظهرناه من خلال هذه الدراسة هو أنه لا يوجد شيء مثل النيزك البكر، يبدأ التغيير الأرضي في اللحظة التي يواجه فيها الغلاف الجوي للأرض، ويمكننا رؤيته في هذه العينات التي حللناها بعد شهرين فقط من هبوط النيزك".

وتابعت: "إنه يوضح مدى تفاعل النيازك مع غلافنا الجوي، ومدى حرصنا على التأكد من أننا نأخذ هذا النوع من التغيير الأرضي في الاعتبار عندما نقوم بتحليل النيازك. لتقليل التغيرات الأرضية، يجب تخزين النيازك في ظروف خاملة إن أمكن".

وأضافت: "إن فهم المراحل التي تكون خارج الأرض وتلك التي تكون أرضية في النيازك مثل وينككومب لن تساعد فقط على فهم تكوينها، بل ستساعد أيضا على ربط النيازك التي هبطت على الأرض بالعينات التي تم جلبها إلى الأرض من خلال بعثات الفضاء بصورة أكثر اكتمالا عن كيفية نشأة الكويكبات في نظامنا الشمسي ودورها في تطور الأرض".

المصدر: phys.org

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا