هالة الشمس على المريخ! .. ظاهرة كان يُعتقد أن رصدها أمر مستحيل

الفضاء

هالة الشمس على المريخ! .. ظاهرة كان يُعتقد أن رصدها أمر مستحيل
صورة تعبيرية لهالة الشمس
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/tt76

رصدت مركبة ناسا الجوالة "برسفيرنس روفر"، ظاهرة فقد العلماء الأمل في رؤيتها على سطح المريخ.

وعلى الأرض، عندما تكون الظروف مناسبة تماما، يمكن لبلورات الجليد في الغلاف الجوي أن تشوه ضوء الشمس لخلق مظهر بقعة مضيئة على جانبي الشمس، أو هالة تحيط بها.

ولطالما اعتقد العلماء أن خدعة بصرية مماثلة يمكن أن تحدث على كواكب أخرى أيضا. ولكن على الرغم من عقود من المركبات الجوالة الاستكشافية على سطح المريخ، التي التقطت آلاف الصور للسماء، لم ير العلماء أي علامة على وجود هالة الشمس، إلى غاية 15 ديسمبر 2021، وفقا لورقة بحثية نشرت حديثا في مجلة Geophysical Research Letters.

وقال مارك ليمون، عالم الكواكب في معهد علوم الفضاء، وهو معهد أبحاث غير ربحي في بولدر، لموقع ProfoundSpace.org: "لقد فاجأتنا مركبة برسفيرنس حقا ببعض الصور التي حصلنا عليها في ديسمبر".

وحتى على الأرض، فإن ظهور هالة حول الشمس يتطلب ظروفا خاصة، حيث يجب أن يواجه ضوء الشمس بلورات جليدية سداسية الشكل تحوم عبر الغلاف الجوي للأرض، وعادة ما تكون على شكل غيوم رمادية ناعمة عالية جدا.

ويحدد الهيكل السداسي لبلورات الجليد المائي حجم الهالة، حيث ينكسر الضوء عند زوايا لا تقل عن 22 درجة. ويصطدم الضوء القادم من القمر أو الشمس ببلورات الثلج عند هذه الزاوية الدنيا، ما يؤدي إلى التسبب في ظهور الهالة.

ويمكن أن يكون لبلورات المواد الكيميائية الأخرى في الغلاف الجوي تأثير مماثل، لكن التركيب البلوري لكل مادة كيميائية سيخلق هالة ذات حجم مميز.

وقال ليمون: "إنها تشبه بصمة الإصبع التي تخبرك بما كان عليه العنصر، وشكل الجسيم، ثم قليلا عن الحجم".

وثاني أكسيد الكربون أكثر وفرة في الغلاف الجوي للمريخ من الماء، لذلك قام الفريق بفحص حجم بلورات هالة من الجليد الجاف، لكن هذا الحساب لم يتطابق مع ما رأته مركبة "برسفيرنس".

وحقق ليمون وزملاؤه في ما إذا كانت الكاميرا نفسها خلقت الحلقة الساطعة، لكن الميزة لم تتطابق مع هذه النظرية في الصور الأخرى.

وعلاوة على ذلك، كانت الصورة الغريبة جزءا من سلسلة من خمس صور التقطتها المركبة عبر السماء، حيث ظهرت الشمس والهالة على حد سواء في ثلاث منها، في كل مرة في مكان مختلف في الإطار.

وبالتأكيد لم يكن الغبار سببا في ظهورها، حيث كشف ليمون: "لدينا الكثير من الصور التي تظهر نوع الميزات التي يمكن الحصول عليها من الغبار في السماء، ونعلم بالتأكيد أننا لن نحصل على هالة من منها. ولم يكن هناك بالفعل مرشحون آخرون".

وقضى العلماء عقودا في دراسة الغلاف الجوي للمريخ، كطريقة لفهم المريخ وأيضا لفهم الغلاف الجوي بشكل عام.

وأوضح ليمون: "كل كوكب له غلاف جوي هو مختبر لكيفية عمل الغلاف الجوي. ولا يمكننا فهم شيء ما جيدا من خلال النظر إلى مثال واحد عليه ثم محاولة معرفة ما سيكون عليه الحال إذا كانت الأمور مختلفة بعض الشيء".

وشرح ليمون: "كل ما يمكننا معرفته عن الغلاف الجوي في أي مكان على سطح المريخ، النظر إلى السحب، والنظر إلى العواصف الترابية، والنظر إلى شياطين الغبار، علينا التحقق من كيفية ظهوره هناك على السطح، حيث يكون الطقس مهما".

وهذا هو السبب في أن مركبة "برسفيرنس"، مثل المركبات السابقة لها على سطح الكوكب الأحمر، مجهزة بمحطة أرصاد جوية صغيرة.

المصدر: سبيس

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا