دراسة جديدة عن التواصل الثقافي بين مصر وروسيا

مجتمع

دراسة جديدة عن التواصل الثقافي بين مصر وروسيا
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره المصري، عبد الفتاح السيسي أثناء المؤتمر الصحفي - أكتوبر 2018
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/lw06

صدرت عن معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية، دراسة بحثية حول التواصل الثقافي بين مصر وروسيا في القرنين 20 و21، من منظوري السياسة والدين.

وهذه الدراسة هي رسالة بحث الدكتوراه، الذي نالت عنها الباحثة المصرية/الروسية، منى عبد الملك خليل، درجة الدكتوراه في الفلسفة من المعهد، وأصبحت الدراسة ضمن الكتب التي نالت توصية المعهد للاستعانة بها في المقررات الدراسية والمناهج التعليمية.

وفي حديث خاص لـ RT، تعليقا على الدراسة، صرحت منى خليل بأنها ناقشت في دراستها الفترة الممتدة منذ نهاية التسعينات، ومطلع الألفية الجديدة، وهي الفترة التي طرأ فيها الكثير من التغييرات الجذرية على كلا البلدين، اللذين يعدّان مركزين إقليميين في محيطهما، فروسيا هي مركز إقليمي ضخم في أوراسيا، بينما تقع مصر في قلب العالم العربي والشرق الأوسط.

دراسة جديدة عن التواصل الثقافي بين مصر وروسيامنى عبد الملك خليل

تطرح خليل أيضا قضايا الهوية الوطنية، وحوار الديانات، والفرق بين الثقافتين، من خلال رصد وتحليل المناهج التربوية، وتصريحات وسائل الإعلام في البلدين، ومسؤوليتها عن تشكيل الصور النمطية عن الآخر على كلا الجانبين، حيث تضمن ذلك متابعة ما نشره الأزهر عن المسيحية، وما نشرته الكنيسة الأرثوذكسية الروسية عن الإسلام، سعيا للتعرف على طبيعة الجسر الثقافي الذي سارت عليه العلاقات بين البلدين في الفترة محل الدراسة.

كما أكدت منى خليل على الدور البارز للدين في العلاقات بين روسيا ومصر، ليس على مستوى الشخصيات الدينية فحسب، وإنما أيضا على مستوى الشخصيات السياسية والمالية والاجتماعية والثقافية، في سياق العلاقات الثنائية.

وتأمل خليل أن تحمل السنوات القادمة تواصلا إنسانيا أعمق، وأوسع نطاقا، يمكن تعزيزه من خلال لقاء صانعي الرأي العام في البلدين، حيث تكمن المشكلة الحقيقة في اختفاء مصر بين صانعي الرأي العام الروسي، بينما يحل محلها الصور النمطية عن العرب والإسلام والتطرف وغيرها، وغياب روسيا بين صانعي الرأي العام المصري، بينما يحل محلها الصور النمطية عن السائحين الروس والدب الروسي والاتحاد السوفيتي والشيوعية، لذلك فمن أهم العناصر التي يمكن أن تساعد على توسيع دائرة الاهتمام في البلدين، هو كسر هذه الصور النمطية، وطرح الحقيقة بدلا منها من خلال الدراسة والبحث والرصد والتحليل، والحوار البناء بين صانعي الرأي في البلدين.

كما تابعت خليل: "لقد رصدت أهم الأسباب التي كانت وراء تعثر الكثير من المفاوضات والحوارات والنقاشات واللقاءات بين الجانبين المصري والروسي، خلال ممارستي لمهام منصبي مديرا تنفيذيا لمجلس الأعمال الروسي المصري، التابع للغرفة التجارية والصناعية الروسية، وكان في طليعة تلك الأسباب اختلاف الثقافات. فحينما لا تفهم ثقافة الآخر، تعجز عن توقع تصرفاته، وفهم ما يرمي إليه، وهو ما يدفع إلى زعزعة الثقة في الشريك، ونحن نجهل الكثير عن الطرف الآخر، والإنسان عدو ما يجهله".

وحول توصياتها، أكّدت خليل على أهمية إدراج التواصل الثقافي في مناهج التربية والتعليم، وكذا التعليم والتدريب المهني، كجزء مهم ومحوري من محاولة سبر أغوار الآخر، وثقافته، وترسيخ ثقافة قبول الآخر، وهو ما سيؤتي ثماره حتما في الفترة القادمة التي ننتظر فيها توسعا ملموسا في العلاقات المصرية الروسية.


المصدر: RT

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا