موسكو تحذر من خطر انتشار "الإرهاب الكيميائي" في منطقة الشرق الأوسط وخارجها
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها لا تشكك في حصول إرهابيي "داعش" و"جبهة النصرة" على أسلحة نووية، محذرة من خطر انتشار "الإرهاب الكيميائي" في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي الخميس 16 مارس/آذار، إن الدول الغربية في مجلس الأمن الدولي تمتنع بذرائع مختلفة عن إدانة الهجمات الإرهابية في سوريا، مضيفة أن ذلك يدفع للتشكيك في التزام هذه الدول بمكافحة الإرهاب في سوريا.
وأكدت زاخاروفا أن المعارضة السورية المسلحة رفضت المشاركة مؤخرا في الجولة الثالثة في المفاوضات في أستانا بذرائع غير مقنعة وغير مقبولة، مشيرة إلى أن رفض المشاركة يعني عدم رغبة المعارضة في حل المشاكل الموجودة.
وأعربت الدبلوماسية الروسية عن ارتياحها بشأن فشل جهات دفعت المعارضة السورية إلى مقاطعة المفاوضات الأخيرة في أستانا في تقويض عمليتي المفاوضات في أستانا وجنيف، مؤكدة أن مفاوضات أستانا تواصل عملها وتساعد على وقف إراقة الدماء في سوريا، والبحث عن إيجاد حلول سياسية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254.
وأكدت زاخاروفا أنه لا توجد أي شكوك لدى موسكو في أن المعارضة السورية تتعرض لضغوط من قبل "جهات خارجية"، مشيرة إلى عدم توفر أي أسباب مقنعة "على الأرض" لرفض مشاركة المعارضة السورية في مفاوضات أستانا، وأضافت أن ما يجري هناك مفاوضات سياسية تحظى بدعم الأمم المتحدة.
وقالت إنه "حان الوقت لوقف التخريب"، مضيفة "توقعنا أن هؤلاء الذين يقفون وراء المعارضة السورية سيكونون أكثر حكمة".
وانتقدت زاخاروفا إجراء اجتماع مغلق في لاهاي في 9 مارس/آذار كرس لإنشاء ما يسمى بآلية لتقديم المساعدة في التحقيق بارتكاب الجرائم ومعاقبة المسؤولين عن الجرائم الخطرة في سوريا منذ عام 2011، وذلك على أساس قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والذي عارضته 15 دولة، بينها روسيا وسوريا.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن هذه "الآلية" غير مجدية قانونيا، وأن القرار الخاص بإنشائها يخرج عن نطاق صلاحيات الجمعية العامة ويخالف ميثاق الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن القرار المذكور اتخذ دون موافقة دمشق.
وقالت إن التركيز على هذه القضية في المرحلة الحالية، التي تشهد تطور عملية المفاوضات في أستانا وجنيف، قد يصبح عقبة خطيرة في إيجاد حل سياسي.
وأعربت زاخاروفا عن قلق موسكو بشأن ورود أنباء حول استعمال مسلحي "داعش" مواد سامة في مدينة الموصل العراقية، مرحبة بنية بغداد التوجه إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لطلب المساعدة في التحقيق في وقائع استعمال أسلحة الدمار الشامل أثناء القتال في الموصل.
وأكدت الدبلوماسية الروسية أن موسكو لا تشكك في حصول مسلحي "داعش" و"جبهة النصرة" على مواد سامة قتالية (السارين والخردل).
وحذرت زاخاروفا من خطر انتشار "الإرهاب الكيميائي" في منطقة الشرق الأوسط بأكملها وخارج هذه المنطقة، داعية المجتمع إلى ضرورة الرد على هذا الخطر بشكل مناسب.
من جهة أخرى، صرحت زاخاروفا بأن الوكالات الإنسانية الدولية تشير إلى تدهور الوضع الإنساني في الجزء الغربي من مدينة الموصل حيث تستمر العملية العسكرية ضد مسلحي "داعش"، معربة عن استياء موسكو بشأن تجاهل الإعلام الغربي لما يحدث حول الموصل، خاصة بعد أن شن الغرب حملة إعلامية شرسة ضد روسيا أثناء عملية تحرير حلب السورية. وبهذا الصدد اتهمت وسائل الإعلام الغربية من جديد باستخدام معايير مزدوجة.
المصدر: RT + وكالات
ياسين المصري