غوغل ومعركة التنوع والاختلاف

انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/kclt

في إطار قضية باتت تشهد اتهامات بالعنصرية والتفرقة على أساس الجنس واللون والدين والعادات الغذائية، أعلنت شركة غوغل تعديل الصورة الرمزية Emoji الخاصة بـ"طبق السلطة" الذي كانت قد أصدرته مؤخراً، وذلك بعد إزالة صورة البيضة من ذلك الطبق، نزولاً عند رغبة أعداد كبيرة من النباتيين الذين احتجوا على وجودها.

المسألة وإن بدت سطحية للبعض، فقد أخذت طابعاً جدياً للغاية في الفترة الأخيرة، إذ اشتعلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد للخطوة ومعارض لها؛ ففيما امتدح البعض غوغل لأنها تعمل على تأكيد صورة التنوع الإنساني في ما تقدمه للمستخدمين، رأى فيها البعض الآخر ميلاً إلى عزل الغالبية العظمى من الأشخاص، الذين يتناولون المنتجات الحيوانية (ومنها اللحوم والبيض) ضمن وجباتهم، ما يعني أن الحرية في التعبير أصبحت حكراً على مجموعة من الناس فقط، من دون آخرين.

المسألة بدأت منذ فترة طويلة، فمع الظهور الأول للصور الرمزية Emojis لدى غوغل وغيرها، كانت هناك دائماً مطالبات بأن تشتمل على صور تمثل المجتمع كاملاً؛ فإن كانت هناك صورة ضاحكة لرجل أبيض البشرة، طالب البعض بأن تكون هناك صورة أخرى لرجل أسود البشرة، ثم جاءت المطالبات بصورة رجل بني البشرة و... إلخ. ثم إن كانت هناك صورة لامرأة بشعر أسود، خرجت الاتهامات بأن غوغل وغيرها تفضل عدم استخدام صور سيدات بشعر أشقر أو أحمر، ثم جاءت الاتهامات بالإسلاموفوبيا، بسبب غياب صورة امرأة محجبة، ووجود صورة كنيسة وغياب صورة لمسجد.

غوغل ومعركة التنوع والاختلاف

يبدو أن المسألة لن تنتهي عند حد "طبق السلطة"، فهناك دائماً من يشعر بالاستياء تجاه أمر ما.. وما تقوم به الشركات والمصممون دائماً هو العمل المستحيل من أجل إرضاء جميع الآراء والأذواق، فأصحاب تلك الآراء والأذواق هم المستهلكون، وهم الذين يحددون من يحقق أرباحاً ومن يفشل في عالم تنافسي مثل سوق البرمجيات والكمبيوتر والإلكترونيات.

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا