أخطاً الغرب حساباته حين أرادها حرباً سريعة تكسر روسيا، التي تتقنُ الصبر بشهادة التاريخ، فطالت الحرب أكثرَ من قدرة الغرب على التحمُّل.. إستثمرت روسيا صموداً استمر عامين، لتحصين الداخل، وتنويع العلاقات والأهم لقلب كفَّة الميدان. وها هو الجيش الروسي يتقدم بهدوء ولكن بثبات على الجبهات، فيما يتخبط الغرب بأزماتٍ وخلافاتٍ انفجرت مع كسر القوات الروسية الموجات المتلاحقة من الهجمات الأوكرانية في الصيف والخريف الماضيين. والآن تدعو واشنطن كييف إلى تجميع قواتها عبر سحبها من جبهات معينة للحفاظ على دفاعاتها. لكن العامين الأولين من عمر المواجهة يؤكدان أن طيف واشنطن لن يجلب للشعب الأوكراني سوى الويلات، فيما يراقب الأوروبيون ببالغ القلق التخليَ الأميركي عنهم في منتصف المواجهة مع روسيا.