ما الذي يمنع الولايات المتحدة من سحب قواتها من سوريا

أخبار الصحافة

ما الذي يمنع الولايات المتحدة من سحب قواتها من سوريا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/k3be

تحت العنوان أعلاه، كتب مكسيم سوتشكوف، في صحيفة "آر بي كا"، حول صعوبة انسحاب أمريكا من سوريا والمحافظة على نفوذها فيها وردع إيران في وقت واحد. فهل يحل ترامب هذه المعادلة الصعبة؟

وجاء في مقال سوتشكوف، المحرر في Al-Monitor الأمريكية، والخبير في الشؤون الأمريكية بمنتدى "فالداي":

يود دونالد ترامب إعادة العسكر الأمريكيين إلى الوطن قبل انتخابات الكونغرس في نوفمبر، لكن التوقيت الحقيقي يعتمد على ضمانات الحفاظ على نفوذ الولايات المتحدة وحلفائها في سوريا بعد انسحاب القوات.

في يناير، صرح وزير الخارجة آنذاك، ريكس تيلرسون، بالأهداف الثلاثة لوجود أمريكا "لأجل غير مسمى" في سوريا: محاربة تنظيم الدولة؛ ردع إيران؛ وخلق الظروف لرحيل بشار الأسد من منصب الرئاسة. وقد أثارت هذه الأطروحات جدالا، لكن حتى المنتقدين أشاروا إلى أهمية أن واشنطن صاغت أخيراً رؤيتها للوضع في سوريا.

لكن إقناع ترامب بتبني مثل هذه الاستراتيجية لم يكن سهلاً.
فترامب هو الوحيد في القيادة الأمريكية الذي يصر على الانسحاب الفوري من سوريا. بشكل عام، هناك خطان بين السياسيين والعسكريين: يعتقد البعض أن الاستراتيجية الأمريكية يجب أن تنحصر في مكافحة الإرهاب، والبعض الآخر مع نهج أعم، يشمل ردع إيران والضغط على الأسد.

في تقييمه لآفاق الوجود الأمريكي في سوريا، قال المتحدث باسم هيئة أركان الجيش الأمريكي، الجنرال كينيث ماكنزي: "في الواقع، لم يتغير شيء". فمع وصول ترامب إلى البيت الأبيض ازداد الوجود العسكري الأمريكي في سوريا والعراق. ميزانية الجيش الامريكي للقيام بعمليات في سورية للعام القادم هي 300 مليون دولار، وفي العراق 800 مليون دولار. بهذا المعنى، فلا يجدر انتظار تغيرات جذرية في الوجود العسكري الأمريكي في الجمهورية العربية السورية خلال نصف سنة على الأقل، ما لم يحدث هناك شيء خارق للعادة.

ومع ذلك... فإن نية ترامب الحد من الوجود الأمريكي في سوريا هي محاولة من جانب الرئيس للوصول إلى صيغة مثلى للسياسة الخارجية "الحضور الكافي" للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. إنما المعادلة التي تقلل التزامات الولايات المتحدة مع الحلفاء وتعني التهرب من المشاركة في "الحروب الخارجية" ليس لها أن تعني خسارة النفوذ السياسي.

على مثل هذه الصيغة، تنطوي فلسفة ترامب "أمريكا أولا". لكن إحدى القضايا الرئيسية لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة- أي كيفية ردع إيران- لا تزال دون حل بالنسبة للإدارة. وهكذا فـ" مغادرة سوريا، ضمن صيغة كيف يمكن ردع إيران"، تصبح أكثر صعوبة.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا