الأمن في أوروبا يبدأ من الثقة المتبادلة

كتب الأمين العام الجديد لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مقالا خص به صحيفة "كوميرسانت" عن كيفية منع الأزمات والصراعات في أوروبا.
يقول توماس غريمينغر إن الوضع في أوروبا يزداد خطورة، ويصبح عصيا على التنبؤ. وذلك نتيجة التطرف والجرائم الإلكترونية وموجات اللاجئين من مناطق النزاعات المسلحة.
ويضيف غريمينغر أن الهيكلية الأمنية الحالية تثير الشكوك في فعاليتها، وهذا ما بينته الأحداث في أوروبا؛ الأمر الذي يعكر صورة المستقبل، ويفاقم التوتر أكثر من أي وقت مضى. لذلك، من الضروري إعادة النظر في هذه البنية، لمنع اندلاع الأزمات والنزاعات والتحديات العابرة للحدود القومية.
واليوم أكثر من أي وقت مضى، يؤكد توماس غريمينغر، يجب مراعاة مبادئ معاهدة هلسنكي والتزامات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تبقى أساسا لضمان السلم والأمن وإعادة الثقة في المنطقة. لذلك، فإن مهمتي هي تنشيط دور المنظمة كساحة للحوار بشأن مسائل الأمن في الفضاء الأوروبي-الأطلسي-الأوراسي. أي إن على المنظمة توحيد البلدان والشعوب وحثهم على العمل المشترك، لأن انعدام الثقة بين البلدان يعوق سعي المنظمة لتنظيم حوار للوصول إلى نتائج إيجابية. أي إن الثقة هي العنصر الرابط في العلاقات الدولية. وعلى الرغم من أنها صعبة المنال، فإنها في الوقت نفسه ضرورية جدا. فالحفاظ على الثقة صعب، ولكن من السهولة فقدها.
ويخلص المسؤول الأوروبي إلى القول إنه لذلك كان إنشاء ما يسمى بالحوار المنظم - وهو منبر مفتوح غير رسمي لمناقشة قضايا تعزيز الثقة والحد من المخاطر ومراقبة التسلح، الذي يأخذ في الاعتبار الحاجات الأمنية لجميع الدول المشاركة في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وهو خطوة مهمة ومشجعة. وأعتقد أن هذا المنبر سيعطي نتائج ملموسة سياسية وعسكرية واقتصادية وبيئية وبشرية.
ترجمة وإعداد: كامل اوما
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب