إنتاج منظومات أمريكية لتوجيه ضربات شاملة وفورية

أخبار الصحافة

إنتاج منظومات أمريكية لتوجيه ضربات شاملة وفورية
الولايات المتحدة تعمل على انشاء منظومة لتوجيه ضربات فورية شاملة
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/je53

تناول إيليا كرامنيك في "إيزفيستيا" ما تناقلته وسائل الإعلام عن عمل الولايات المتحدة على إنتاج منظومات لتوجيه ضربات فورية شاملة لحل مسألة الردع غير النووي.

كتب كرامنيك:

أعلن ممثل وزارة الدفاع الروسية ألكسندر يميليانوف يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، خلال إيجاز صحافي عقده بمشاركة الجانب الصيني في الأمم المتحدة، أن الولايات المتحدة تعمل على إنتاج منظومة مستقبلية لتوجيه "ضربة فورية شاملة" كوسيلة للردع غير النووي.

وإن مهمة منظومة "Prompt Global Strike" (الضربة الفورية الشاملة)، التي تعمل الولايات المتحدة على إنتاجها منذ مطلع القرن الحالي، هي توجيه ضربة سريعة ودقيقة إلى أي منطقة في العالم عند حدوث نزاع أو نشوء أي حالات طارئة. على أن تزود بها قوات الانتشار السريع الأمريكية، والقوات الجوية الاستكشافية وقوات الرد السريع بهذه المنظومات مستقبلا، ما يضمن توجيه ضربة غير نووية إلى أي منطقة في العالم.

وتختبر الولايات المتحدة حاليا عددا من النماذج التكنولوجية، التي ينسبها الخبراء إلى هذه المنظومة، ومنها الصاروخ "Waverider-X-51" فارط السرعة، من إنتاج شركة بوينغ. والمركبة الفضائية المكوكية "X-37B" هي من إنتاج بوينغ أيضا، وهي سلف للمركبة الفضائية المستقبلية الاستكشافية–الضاربة، ووحدات قتالية محتملة لصواريخ بالستية، تطلق من منصات برية أو بحرية وغيرها.

إنتاج منظومات أمريكية لتوجيه ضربات شاملة وفوريةصاروخ "Waverider-X-51"

كما يشير العسكريون الروس إلى احتمال نشر وحدات ضاربة لمنظومات الدرع الصاروخية، التي تم نشرها حاليا في اوروبا الشرقية. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة لا تملك حتى الآن صواريخ فارطة السرعة يمكن إطلاقها من منصات الإطلاق MK-41، التي تطلق منها الصواريخ المجنحة بعيدة المدى، التي تقل سرعتها عن سرعة الصوت، ولا يمكن اعتبارها جزءا من منظومة "الضربة الفورية الشاملة". بيد أن هذا لا يعني استحالة استخدامها في مهاجمة الأهداف الاستراتيجية في روسيا.

والهدف الرسمي المعلن لهذه المنظومة هو ضرب المواقع الإرهابية، التي تظهر فجأة و"الدول المارقة"، التي تهدد أمن الولايات المتحدة. ومع ذلك يشير الخبراء إلى أن الأسلحة غير النووية فائقة الدقة ومنظومات الردع قادرة، في حال خفض القوات النووية، على تقويض التوازن الاستراتيجي الأمريكي–الروسي، والسماح بتوجيه ضربة تدميرية من دون رد.

وانطلاقا من مبدأ تقويم المخاطر الحربية وهو إن "المهم القدرات وليس النيات"، فإن هذه المنظومة قادرة على تقويض التوازن الاستراتيجي وحفز من يمتلكها على محاولة تسوية هذه أو تلك من الخلافات مع الدول النووية باستخدام القوة.

والرد على هذه المنظومة من جانب روسيا، يمكن تقسيمه إلى مجموعة فئات – وهي تطوير القوات النووية، بما فيها إنتاج منظومات جديدة للقذائف، وتطوير الوحدات القتالية الموجهة بما فيها القادرة على التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت، وإنشاء منظومات جديدة متقدمة للدفاع الجوي لتكون قادرة على إنشاء مناطق محمية في جنوب المحيط الهادئ بما فيها مواقع الصواريخ الاستراتيجية والقوات النووية الاستراتيجية.

وإضافة إلى كل هذا، قد تؤدي الحالة الراهنة إلى انهيار جميع المعاهدات والاتفاقات المتعلقة بالأسلحة الهجومية الاستراتيجية، لأن مراعاتها في ظروف التهديد بنزع السلاح بضربة مباشرة يتعارض والمصالح الوطنية لروسيا.

ترجمة وإعداد كامل توما

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا