الولايات المتحدة تنشر مظلتها النووية التكتيكية فوق العالم

أخبار الصحافة

الولايات المتحدة تنشر مظلتها النووية التكتيكية فوق العالم
القنبلة "B61-12 "
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/j7yp

يشير المعلق السياسي لـ "نيزافيسيمايا غازيتا" فلاديمير موخين في مقاله إلى إعراب البنتاغون عن استعداده لنصب أحدث القنابل في القطب الشمالي وجنوب-شرق آسيا.

كتب موخين:

تحاول واشنطن الإسراع في برنامج تحديث السلاح النووي التكتيك، حيث أعلنت الإدارة الوطنية للأمن النووي في وزارة الطاقة الأمريكية عن نجاح اختبارات جديدة للقنابل الذرية "B61-12" (من دون رؤوس نووية) أجريت في ولاية نيفادا يوم 8 أغسطس/آب 2017. ويبقى غامضا سبب الإعلان عن هذه الاختبارات الآن. لكن ذلك تزامن عمليا مع إطلاق بيونغ يانغ صاروخا بالستيا حلق فوق اليابان، التي ترابط فيها القواعد العسكرية الأمريكية.

وقد أثارت الأخطار، التي تحملها برامج الصواريخ النووية الكورية الشمالية، ردود فعل ملائمة من جانب كوريا الجنوبية، حيث أعلن حزب "كوريا الحرة" المعارض أنه سيبذل كل ما في وسعه من أجل إعادة نشر الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية في البلاد التي سُحبت عام 1991. وسبق أن ناقش المجلس الاستشاري لرئيس كوريا الجنوبية هذه المسألة في خريف 2016. بيد أن موقف أوباما، رئيس الولايات المتحدة آنذاك، كان متحفظا حيال هذه المسألة. أما ترامب، فليس مستبعدا أن يساند نصبها في القواعد الأمريكية هناك، أو في اليابان ومناطق أخرى من العالم. فقد أعلن الرئيس الأمريكي، بعد مضي ثلاثة أيام على اختبار "B61-12" في نيفادا، أن "الولايات المتحدة ستصبح الأقوى نوويا في العالم، لأن الدول الأخرى لا تريد التخلي عن السلاح الذري".

هذا، وتبقى الولايات المتحدة الدولة الوحيدة في العالم، التي تنشر السلاح النووي خارج حدودها، وهي في أربع دول أوروبية وفي الجزء الآسيوي من تركيا. كما أفادت وسائل الإعلام بأن هذه القنابل ستضاف إلى ترسانة الناتو في ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا ومن المحتمل في بولندا، التي تبذل جهودها من أجل ذلك.

وبحسب مستشار مدير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية فلاديمير كوزين، ستبدأ الولايات المتحدة بإنتاج هذه القنابل، التي لا يتجاوز انحرافها عن الهدف 30 مترا، ويمكن استخدامها لتدمير مراكز القيادة المحصنة وقواعد الإطلاق تحت الأرضية للصواريخ البالستية العابرة للقارات. وبحسب معلوماته، سينتج منها 930 قنبلة حتى عام 2038، وتبلغ كلفتها 65 مليار دولار.

الولايات المتحدة تنشر مظلتها النووية التكتيكية فوق العالم فلاديمير كوزين

من جانبه، يقول العميد في الإدارة النووية الأمريكية مايكل لاتون إن قنابل B61 هي أحد "عناصر الثالوث النووي للولايات المتحدة". والقنابل من هذا النوع التي تطلق من الجو لم تشملها الاتفاقات الدولية. لذلك، قد تكون لنشرها في الدول والمناطق القريبة من روسيا فعالية استراتيجية لأنها تستطيع في حال نشوب نزاع مسلح الوصول إلى المواقع الاستراتيجية الروسية خلال دقائق معدودة.

وبناء على أوامر ترامب، بدأ البنتاغون بتصميم نواقل جوية جديدة لنقل القنابل النووية، بما فيها الصواريخ المجنحة، لتحل مكان صواريخ AGM-86B. ومن أجل هذا، بحسب وزيرة سلاح الجو الأمريكي هيذر ويلسون، وقَّع البنتاغون صفقتين مع مؤسسة لوكهيد مارتن وشركة رايثون، قيمة كل منها 900 مليون دولار. ويخطط البنتاغون لشراء نحو ألف صاروخ من الجيل الجديد تقدر قيمتها بـ 10 مليارات دولار، وهذا يعادل سدس ميزانية الدفاع الروسية.

ويذكر أن ترامب، بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، طلب من البنتاغون إعادة تقييم القدرات النووية للبلاد وتقديم تقرير بذلك قبل نهاية السنة الحالية.

وحول هذا الموضوع، أعلن نائب رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال بول سيلفا، في أثناء خطابه بمعهد ميتشل بواشنطن، أن على الولايات المتحدة أن تكون جاهزة لاستخدام السلاح النووي التكتيكي ضد القوات المسلحة لـ "الأنظمة الصغيرة" أو ردا على هجمات نووية "منخفضة القدرة" لدول مثل الصين وروسيا. وهو يَعدُّ استخدام السلاح النووي التكتيكي مسألة إنسانية لتجنب الدمار الشامل ووقوع ضحايا كبيرة. لذلك ليس مستبعدا أن تُستخدم هذه الأسلحة ضد كوريا الشمالية.

ترجمة وإعداد كامل توما

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

لحظة بلحظة.. تطورات الهجوم الإرهابي على مركز كروكوس التجاري بضواحي موسكو ومصير الجناة والضحايا