"إذا تم عزل ترامب فستكون الولايات المتحدة عرضة لهزات مريعة"

أخبار الصحافة

أناطولي باسرمان
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/j5me

تحدث المستشار السياسي أناطولي باسرمان إلى تاتيانا تراكتينا، مراسلة موقع "برافدا.رو"، عما كتبته الغارديان من أن عزل ترامب قد يتم قبل حلول عيد الميلاد.

 فقد أعرب محرر الصحيفة بول مايسون عن اعتقاده بأن أيام دونالد ترامب في منصب رئيس الولايات المتحدة أصبحت معدودة في ضوء التهم الرئيسة الموجهة إليه، وهي التعاون مع رجال أعمال روس كبار، ومساعدة الكرملين له خلال فترة حملته الانتخابية. ووفقا لصاحب المقالة في الصحيفة البريطانية، يجب على نخبة اليمين المتشدد في الولايات المتحدة أن تختار: إما أن تترك ترامب بحاله وبما هو عليه، أو تجعل من نائبه مايك بينس رئيسا للبلاد. المراسلة الصحفية لموقع "برافدا. رو" طلبت من المستشار السياسي والكاتب الصحافي الشهير أناطولي باسرمان التعليق على ذلك. 

يقول باسرمان:

ترامب لم يعطِ وعلى الأرجح لن يعطي أي مبررات لعزله من منصبه الرئاسي، وهم غير قادرين على عزله من مقعد الرئاسة فقط لأنهم يرغبون بإجراء ذلك وبالسرعة الممكنة. إذ إن الدستور الأمريكي العريق والأعراف السياسية كانت دائما موضع فخر خاص لدى الأمريكيين، رغم أنهم يفسرون دستورهم وأعرافهم السياسية بصورة غريبة جدا، ويسعون دائما للابتعاد عن الحالات القسرية وقلب الأمور رأسا على عقب. بينما في حالة التعامل مع دونالد ترامب تغير كل شيء، وفي سعيهم لإثبات ذنبه، نزعوا كل عباءات التقاليد السياسية.

وبأي حال كان، إذا تمكنوا من عزل ترامب، فإن الولايات المتحدة ستشهد مرحلة من الاضطرابات المرعبة جدا، وستتعرض الحياة السياسية برمتها في البلاد إلى التصدع، وستكون لذلك عواقب وخيمة على مجالات مختلفة من حياة الأمريكيين. لذا لا أتوقع أن يعزل ترامب، على الرغم من أنني أاتمنى ذلك، لأن تقويض هذا البلد هو في مصلحتنا. ولكن بما أننا في هذه الحالة لا نعرف أي شياطين ستقفز حينئذ إلى الواجهة، فإن من الأفضل ألا يحدث ذلك.

أما فيما يتعلق بمايك بنس، فهو في الحقيقة وُضع "ناظرا" عليه من قبل أولئك، الذين لا يعجبهم برنامج ترامب، والرئيس يعي ذلك، ولهذا يحاول استخدامه فقط في الأغراض الاحتفالية البحتة، والحيلولة دون اقترابه من عملية صنع القرار. وهذا في الحقيقة يتوافق تماما مع التقاليد الأميركية، التي تنص على أن الواجبات الرسمية المباشرة والوحيدة لنائب الرئيس، هي الجلوس وانتظار وفاة الرئيس.

وفي واقع الأمر، لا يوجد لدى ترامب في الوقت الراهن فريق عمل محترف. من جهة، لمحدودية الناس القادرين على العمل على المستوى الحكومي العالي، وترامب يعرف ذلك من تجربته الخاصة كرجل أعمال، ومن جهة أخرى، وبسبب عمليات تشويه السمعة، التي يتعرض لها ترامب، فان أي دعوة إلى العمل في فريقه يُنظر إليها كنزهة في حقل ألغام وإفساد للسمعة الشخصية على مدى ما تبقى من الحياة. لهذا، لا أعتقد بأنه سيكون لدى ترامب فريق عمل جيد في المستقبل القريب.

وبالمناسبة، حزب الرئيس عادة يرفد فريق عمله بالكادر الحرفي المطلوب، ولكن تكونت بين الرئيس ترامب وحزبه الجمهوري علاقة معقدة للغاية. وعلى الرغم من أن الشعارات الرئيسة لترامب تطابقت مع شعارات الحزب، فإن السياسيين الأمريكيين، قانونيا وبموجب الأعراف والتقاليد الأمريكية، غير ملزمين بتنفيذ وعودهم التي أعطوها أثناء فترة الحملة الانتخابية، وكل ما قالوه في أثناء تلك الفترة لا يخضع للمقاضاة أمام القانون. لذا يحق للسياسيين وعن عمد أن يدجلوا في مسار سباق الانتخابات. وتبعا لذلك، ليس ضروريا أن يتطابق البرنامج الانتخابي مع النشاط المستقبلي لرئيس للدولة، في حين أن ترامب قرر تنفيذ برنامجه الخاص بجدية، ولهذا أداروا له ظهرهم في الحزب "العريق والكبير".

ترجمة وإعداد: ناصر قويدر

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

لحظة بلحظة.. تطورات الهجوم الإرهابي على مركز كروكوس التجاري بضواحي موسكو ومصير الجناة والضحايا