جاء ذلك في مقال تطرق فيه المحلل السياسي إلى المناورات العسكرية–البحرية المشتركة لروسيا والصين، والتي يجب أن تبدأ في نهاية الشهر الجاري.
كتب موخين:
بدأت موسكو والصين الإعداد للمناورات البحرية–الحربية المشتركة والتقليدية، التي تحمل اسم "التعاون البحري-2017". وستبدأ المرحلة الاولى من هذه التدريبات المشتركة في نهاية شهر يوليو-تموز الجاري في بحر البلطيق، لتواصل مرحلتها الثانية في منتصف شهر أيلول–سبتمبر المقبل في بحر اليابان وأوخوتسك.
وإن من بين أهداف مناورات "التعاون البحري-2017" هو "تعزيز قدرة القوات البحرية لمواجهة التهديدات الأمنية في البحر، ورفع مستوى تنظيم وقيادة العمل المشترك للسفن الحربية لكلا البلدين".
وقد أثارت هذه الخطط التدريبية المشتركة ردود أفعال ومخاوف لدى العديد من دول حلف الناتو العسكري، ولا سيما أن الصين تشارك فيها للمرة الأولى في بحر البلطيق. واتهم وزير الدفاع البولندي أنطوني ماتشيريفيتش روسيا والصين بأن تحالفهما الاستراتيجي "يشكل تهديدا للعالم الحر". وفي السياق نفسه، تحدث وزير خارجية ليتوانيا ليناس لينكيافيتشيوس. أما مجلة نيوزويك الأمريكية وعدد من المؤسسات الصحفية الغربية فعدَّت التدريبات البحرية الروسية–الصينية المشتركة "تحديا للناتو في بحر البلطيق"، وأكدت أن هذه المناورات "على أبواب أوروبا" تحمل في طياتها رسالة سياسية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والناتو، تقول إن "روسيا والصين تساندان وتحمي بعضهما بعضا".
من جهة أخرى، أكدت وزارتا دفاع روسيا والصين أن هذه التدريبات هي – تقليد عادي يهدف إلى "تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة في العلاقات الروسية–الصينية" ولا تحمل تهديدا لأي بلد آخر.
بيد أن استعداد الصين لاستعراض قواتها البحرية في بحر البلطيق يشير، أولا، إلى الخطط الجيوسياسية بعيدة المدى لجمهورية الصين الشعبية، والتي باتت أوروبا في صلبها. ثانيا، إلى أن بكين تنوي تحقيق هذه الخطط بمشاركة روسيا.
ومن المعروف أن الدولتين أجريتا العديد من المناورات البحرية المشتركة في المحيط الهادئ والبحر المتوسط، لكن يبدو أن في هذه الخطط الآن ظهر المحيط الأطلسي وبحر البلطيق.
وبعد انتهاء المرحلة الأولى من هذه التدريبات في بحر البلطيق، سوف يتواصل التعاون الحربي بين البلدين في الشرق الأقصى. وبالطبع، تعارض هذا التعاون – اليابان، التي لديها خلاف مع روسيا بسبب جزر الكوريل. أما بحر اليابان فهو – منطقة نزاع ترتبط بالبرامج الصاروخية لكوريا الشمالية، وهناك ظهرت الأساطيل الحربية الأمريكية التي يمكنها أن تطلق العنان لصراع مسلح واسع النطاق في أي لحظة.
المحلل السياسي لمجلة نيوزويك الأمريكية توم أوكونور، الذي يعتقد أن روسيا والصين تحتلان المركزين الثاني والثالث في قائمة القوى العسكرية الأقوى بعد الولايات المتحدة، يرى أن روسيا والصين، عبر مناورات "التعاون البحري-2017"، تريدان استعراض أنهما مستعدتان للدفاع عن مصالحهما الوطنية أمام الناتو والولايات المتحدة سواء كان ذلك في الغرب الأوروبي أم في الشرق الأقصى الآسيوي.
ترجمة وإعداد: ناصر قويدر