خبير: ألمانيا قد تدمّر الاتحاد الأوروبي بعد "البريكست"

أخبار الصحافة

خبير: ألمانيا  قد تدمّر الاتحاد الأوروبي بعد
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/io9t

كتبت صحيفة "مسكوفسكي كمسموليتس" نقلا عن خبراء، أن مصير الاتحاد الأوروبي بات رهينة للسياسة الاقتصادية التي ستعتمدها ألمانيا لاحقا، بعد الانسحاب البريطاني رسميا.

 جاء في المقال:

بدأت رسميا عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومنذ الآن،  لن ينافس أحد ألمانيا على زعامة البيت الأوروبي المشترك. ولكن، ما الذي يضمن غياب الرغبة  لدى بلدان أخرى لحذو المثال البريطاني؟ وهل سيكون بمقدور ألمانيا في هذه الحالة إنقاذ الاتحاد الأوروبي من الاستمرار في التداعي؟. هذه الأسئلة ناقشها خبراء خلف مائدة مستديرة تحت رعاية الاتحاد الدولي للاقتصاديين، وتوصلوا إلى نتيجة مفادها، أنه من المبكر دفن الاتحاد الأوروبي، بينما في واقع الأمر، وقعت الآن مهمة صعبة على كاهل ألمانيا. 

"الموقف المتزمت لوزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله قد يؤدي إلى أزمة في إيطاليا واليونان خلال الصيف المقبل. وهدف شويبله – طرد الدولتين( اليونان وإيطاليا) من منطقة اليورو، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، هو مستعد لدفع هذه البلدان نحو أزمة اقتصادية حادة بما فيه الكفاية". كما يعتقد جيمس غيلبرايت بروفيسور جامعة تكساس في مدينة أوستن، والذي قال كذلك "إذا انهار الاتحاد الأوروبي، فهذا يعني أن ألمانيا أرادت ذلك"،  ويعتقد الخبير أيضا أن وزارة المالية الألمانية تفرض على البلدان التي تنخر الأزمات اقتصادها سياسة ميزانية للاقتصاد تحقق من ورائها أهدافها الخاصة: الحصول على أصول جديدة، وإجبار "الحكومات التي تخلفت" عن سداد الديون. لهذا فان برلين في حالتها هذه ليست فقط مصدرا للاستقرار في أوروبا، ولكنها أيضا مصدر لتوتر الأعصاب.

أليكسي غروميكو، مدير معهد أوروبا في أكاديمية العلوم الروسية، أكد بأن برلين قد كسبت النفوذ بفضل قدرتها على بناء التحالفات. وعلى الرغم من أن دول الاتحاد الأوروبي يعلقون آمالا كبيرة على ألمانيا، وينتظرون منها أن تحل مشاكل الجميع، لكن، لا ينبغي لنا أن نبالغ في تقدير امكانياتها الاقتصادية، لا سيما وأن اقتصادها شهد نموا بطيئا جدا في السنوات الأخيرة، واليوم لم تعد تمتلك الاحتياطات الكثيرة لمواصلة النمو.

كما يعتقد الخبير غروميكو أن سمعة برلين اهتزت في دول جنوب أوروبا بعد الأزمة اليونانية، وفي وسط أوروبا –بعد أزمة المهاجرين. وفي كلتا الحالتين، أثار تصرف ألمانيا مشاعر النفور لدى مواطني الدول التي تضررت جراء هذه الأزمات. " خلال السنتين أو الثلاثة الأخيرة، تصاعد عدد الدول التي ترسخت لديها شبهات بأن ألمانيا لا تعمل من أجل الصالح العام، بذلك القدر الذي تمليه مصالحها الخاصة" كما قال الخبير.  

ومع ذلك، أشار غروميكو إلى أن الألمان اليوم يبقون أمة مسالمة، والانفاق على الدفاع العسكري ينخفض، ويبرز هنا سؤال- هل من الممكن تحمل عبء القيادة في الاتحاد الأوروبي دون وجود القوة العسكرية؟ لا سيما أن فرنسا –الدولة "رقم 2" في أوروبا لديها جيش ذو مقدرة قتالية أكبر. "ونحن نتحدث هنا عن ظاهرة الزعيم المتشكك، والذي سقط على كاهله الكثير من الأعباء" كما يعتبر غروميكو، الذي قال أيضا - إذا هيمنت المسالمة الألمانية لاحقا، فإن البريكست بدلا من أن يعزز دور برلين،  سيكون له تأثير آخر، سوف يؤدي إلى – إفراغ الفضاء السياسي، لتتصدر فيه طموحات دول أخرى مثل فرنسا، إسبانيا، إيطاليا بولندا. لهذا ممكن القول إن "الاتحاد الأوروبي لا يقف على عتبة التفكك، بل يقف على منصة إعادة التنظيم الجزئي". كما لخص الخبير غروميكو.

" يتواصل الحديث بشكل مستمر حول احتمال انهيار الاتحاد الأوروبي قريبا،ولكن في واقع الأمر، أن الاتحاد يخطو ثلاثة خطوات للأمام، وخطوتين إلى الخلف، بيد أن وسائل الإعلام لا ترى سوى الخطوتين -إلى الوراء، ولهذا يتهيأ لدى البعض أحيانا أن هناك أزمة دائمة تخيم على الاتحاد الأوروبي، في حين أن واقع الأمر ليس كذلك ـ كما عبر عن ثقته رسلان غرينبرغ  المسؤول العلمي في معهد الاقتصاد التابع للأكاديمية الروسية للعلوم.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

لحظة بلحظة.. تطورات الهجوم الإرهابي على مركز كروكوس التجاري بضواحي موسكو ومصير الجناة والضحايا