مستشار البنتاغون: لا حل للمشكلة السورية من دون روسيا

أخبار الصحافة

مستشار البنتاغون: لا حل للمشكلة السورية من دون روسيا
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/ikgk

أجرت صحيفة "إيزفيستيا" مقابلة مع مستشار البنتاغون اللواء بول فاليلي، تحدث فيها عن سياسة دونالد ترامب العسكرية في سوريا، ومصير بشار الأسد.

جاء في المقال:

في الشهرين المقبلين يجب انتظار استئناف المشاورات الروسية-الأمريكية بشأن سوريا، والتي يفترض أن تتمخض عن استراتيجية مشتركة، تشكل أساسا لتسوية الأزمة في هذا البلد. في غضون ذلك، فإن واشنطن مستعدة للمساعدة على عودة اللاجئين، وإشراك المعارضة المعتدلة في الحوار السلمي. عن ذلك كله، تحدث إلى الصحيفة الخبير الأمريكي المعروف بشؤون الشرق الأوسط، مستشار وزارة الدفاع الأمريكية، اللواء المتقاعد بول فاليلي:

-     سيد فاليلي، في كلمتكم أثناء مؤتمر الشرق الأوسط، في نادي النقاش الدولي "فالداي" في موسكو، تحدثتم عن تسوية الأزمة السورية. وبدوتم كما لو أنكم تريدون التبشير بشيء ما. ماذا برأيكم تستطيع أن تقترحه الإدارة الأمريكية الجديدة؟ 

للتعاون البناء بين روسيا والولايات المتحدة، قبل كل شيء يجب أن يتم لقاء رئيسي الدولتين. لقاء يكون على غرار لقاء غورباتشوف وريغان المدوي في ريكيافيك. بوتين وترامب يجب أن يجتمعا لمناقشة الوضع في سوريا والاتفاق على التعاون، وتنسيق استراتيجية مشتركة.

 

-      لكن، ألا تعتقدون أن هناك قوى عديدة في الولايات المتحدة تقف ضد التعاون مع روسيا في الوقت الراهن؟

هذه حقيقة. فالديمقراطيون والتقدميون يتبنون نهجا معاديا جدا لروسيا من دون أي سبب محدد. هذا على الرغم من أنهم لم يستطيعوا تقديم أي دليل على أي تصرفات عدوانية روسية. لهذا نحن بحاجة إلى لقاء الرئيسين، وأنا واثق من أن هذا اللقاء سيحدث خلال الشهرين المقبلين، وسوف يغير هذا الحدث الوضع، بما في ذلك العلاقات بين عسكريينا.

-      ولكننا، حتى الآن لا نشعر باهتمام كبير من جانب البنتاغون بالتعاون مع روسيا. وتبقى مبادرات موسكو من دون جواب. كما أن الجنرالات الأمريكيين موقنون من قدرتهم على تدبر أمرهم مع الإرهاب وحدهم؟

هذه مقاربة ساذجة جدا.  للأسف هم ليس لديهم تصور حقيقي عما يجري على الأرض. أنا عملت في المنطقة في عامي 2012 - 2013، وكنت أنا العسكري الأميركي الوحيد رفيع المستوى، الذي وجد في سوريا، بما في ذلك في مدينة حلب. ولقد تعاملت مع ممثلي "الجيش السوري الحر"، وكذلك مع رموز المعارضة السورية الذين لجأوا إلى تركيا. وأنا راقبت شخصيا، كيف دعمت السلطات التركية الإسلامويين، الذين تزايدت قوتهم بعد ذلك، كما شاهدت بأم عيني كيف ظهرت الحواجز العسكرية لتنظيم "القاعدة" في شوارع المناطق الآهلة بالسكان في سوريا، ونحن لم يكن لدينا القدرة على وضع حد لذلك. لهذا، أستطيع التأكيد من دون تردد أنه من دون التعاون مع روسيا، لا يمكن إيجاد حل لهذه المشكلة.

-      أنتم تحدثتم عن الحكومة الانتقالية في سوريا، هل تمثل المعارضة المعتدلة فعلا قوة حقيقية هناك؟

أنا الآن أعمل مع جنرال سوري غادر بلاده عام 2012، وبقي هو ورفاقه على اتصال مع سوريا ومع دمشق. ولعل ذلك سيلعب دورا مهما في عملية إنشاء جهاز أمني جديد. هناك أمل في أن تجري عملية دمج لجماعات المعارضة المعتدلة في الجيش الجديد. ولكن، قبل أي شيءمن الضروري تشكيل حكومة انتقالية قادرة على حكم البلاد بعد رحيل بشار الأسد وتوحيد البلاد.

-      مصير الرئيس بشار الأشد شكل دائما حجر عثرة في المفاوضات بشأن سوريا. لماذا تستمر الولايات المتحدة في الإصرار على استقالته؟

استقالة الأسد أمر ضروري لأنه لا يمتلك المؤهلات القيادية الكافية والنفوذ لاستعادة وحدة سوريا.وفي المرحلة الأولى من النزاع، قُتل أو تضرر الكثير من الناس بسبب تصرفات السلطة. هذا النظام استهلك نفسه كما كان حال نظام مبارك في مصر.

-      ما هي أدوات التأثير الأمريكية على الوضع في سوريا؟ خاصة أن واشنطن رسميا لا تعترف رسميا بأنها أرسلت قواتها إلى هذا البلد.

لقد كانت هذه هي سياسة إدارة أوباما. ولكن، في الواقع تعمل على الأراضي السورية وحدات العمليات الخاصة والاستطلاع. لذا يوجد "عسكريون أمريكيون على الأرض في سوريا"، هذا على الرغم من أننا لم نرسل إلى هناك وحدات مدرعة أو مشاة. سلاح الجو الأمريكي الموجود في الدول المجاورة يقصف مواقع "الجهاديين" في سوريا، حيث تتركز قوات أمريكية كبيرة في الكويت والأردن.

-      الولايات المتحدة وجدت نفسها الآن في وضع حساس للغاية، فهي تتعاون بنشاط مع الكرد السوريين، في حين أن هذا لا يرضي تماما أنقرة. هل يوجد مخرج من هذا الوضع؟

الولايات المتحدة حافظت دائما على علاقات جيدة مع تركيا، وبخاصة مع الجيش التركي. والبنتاغون مهتم باستخدام قاعدة أنجرليك. أما بالنسبة إلى المسألة الكردية، فيتطلب حلها التعاون بين السلطة السورية الجديدةوالسلطات العراقية والتركية.

-      كيف تتخيلون عملية التسوية المستقبلية في سوريا؟

في البداية، يحب إنشاء منطقة آمنة في غرب سوريا، لكي تستوعب اللاجئين الموجودين الآن في مخيمات تركيا والاردن. ولكن نهضة البلاد الحقيقية، ستبدأ بعد القضاء على تنظيم "داعش" وتحرير شرق البلاد. وجزء من هذه العملية يكمن في تشكيل حكومة انتقالية. ومن الضروري كذلك تحضير خطط إعادة بناء الاقتصاد والتصنيع، وتأهيل الأجيال الجديدة لظروف الحياة السلمية.

-      من الذي سيقيم المناطق الآمنة؟

الدور الأساسُ هنا يجب أن تلعبه روسيا، الولايات المتحدة، تركيا والمملكة السعودية. أما بالنسبة للعسكريين الإيرانيين وحلفائهم من "حزب الله" اللبناني، فيجب أن يغادروا سوريا. كما أن من الضروري أن تشارك الدول العربية القادرة في تقديم المساعدة المالية.

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

لحظة بلحظة.. تطورات الهجوم الإرهابي على مركز كروكوس التجاري بضواحي موسكو ومصير الجناة والضحايا