أنقرة تفتح في سوريا جبهة ثانية ضد قوات كردية

أخبار الصحافة

أنقرة تفتح في سوريا جبهة ثانية ضد قوات كردية
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/iiy5

ذكرت صحيفة "إيزفيستيا" أن الجيش التركي و"الجيش السوري الحر" بدآ بشن هجوم عسكري ضد "قوات حماية الشعب" الكردية في شمال سوريا، لمنع إنشاء كانتون كردي موحد على الحدود التركية.

جاء في المقال:

شنت القوات التركية والتشكيلات السورية المتحالفة معها هجوما على مواقع "قوات حماية الشعب" في منطقة مدينة تل رفعت، شمال محافظة حلب. وحتى الآن لا توجد معطيات حول القتلى. لكن الجانبين بدآ باستخدام سلاح المدفعية ومدافع الهاون.  وتدور الاشتباكات بين القوات التركية وقوات "حماية الشعب" في مناطق أخرى من سوريا. ولا يستبعد الخبراء أن تكون أنقرة قد بدأت العمليات العسكرية ضد الكرد قبل الانتهاء من دحر مسلحي "داعش" في مدينة الباب.

وقد تعرضت تل رفعت، التي تقع على بعد نحو 20 كم إلى الشمال من مدينة حلب، لقصف مدفعي وإطلاق نار من المدافع والرشاشات الثقيلة عدة مرات يوم أمس، 16/02/2017. وقد ردت قوات الوحدات الكردية "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بنيران جوابية. ولا توجد معلومات عن الضحايا، ولكن القادة الميدانيين المحليين الكرد مصرون على مقاومة "الغزاة المحتلين والعصابات المتعاونة معهم"، في إشارة إلى القوات التركية و"الجيش السوري الحر" المتحالف معها.

في هذه الأثناء، انتشرت معلومات في الشبكات الاجتماعية عن أن الأتراك عازمون على انتزاع ممر ضيق من الكرد أنشأوه في عام 2016، والذي ينطلق من عفرين إلى الشرق، وكانوا يأملون بتمديده ليصل إلى كانتون آخر هو روج آفا، لكن الكرد لم يستطيعوا إنجاز ذلك بسبب عملية "درع الفرات"، التي بدأتها أنقرة في أغسطس/آب 2016. والآن، تقتحم القوات التركية مدينة الباب، التي يسيطر عليها إرهابيو "داعش"، وتقع في الوسط بين هذين الكانتونين. 

وعلى مدى زمن الأزمة السورية، كانت تل رفعت تحت سيطرة "الجيش السوري الحر" الموالي لأنقرة. غير أنه وقبل عام من الزمن، انتقل إلى سيطرة "قسد". وبذلك فرض الكرد نصف طوق على مدينة أعزاز الحدودية. وكانت ردة فعل أنقرة على نجاحات الكرد بالقرب من حدودها الجنوبية متسمة بالعصبية، وتوعدت بـ قطع دابر كل محاولات الاستيلاء على مدينة أعزاز "صرامة كافية". وأكد الاتراك جدية نواياهم عسكريا.

هذا، وإن الحل الوسط، الذي يمكن أن يخفف من حدة التوتر في الوقت الراهن، هو تسليم تل رفعت وخمس نقاط سكنية أخرى إلى القوات الحكومية السورية، بيد أن القادة الميدانيين المحليين ينفون وجود معلومات حول أي اتفاق بهذا الشأن.

وقد وقعت الاشتباكات الأولى بين الجيش التركي وقوات "حماية الشعب" في منطقة تل رفعت يوم الاثنين الماضي، 13/02/2017. وفي الوقت نفسه، اندلعت اشتباكات بين الطرفين في مقاطع الحدود السورية-التركية، التي يسيطر عليها الكرد، والتي بدأ الاتراك يبنون عليها حواجز منيعة من الباطون المسلح.

وكما قال للصحيفة أستاذ العلاقات الدولية في الاكاديمية الدبلوماسية التابعة للخارجية الروسية فلاديمير أفاتكوف، فإن تحرك أنقرة الحالي ضد كرد سوريا، يمكن أن تكون قد أملته عدة أسباب داخلية وخارجية. فـ "في تركيا يجب أن يجري قريبا استفتاء على الدستور الجديد، والرئيس أردوغان بحاجة ماسة إلى دعم وتأييد القوى العلمانية والقومية في البلاد، وكلا أصحاب النزعتين كانوا قد دعوا للتعامل بقبضة من حديد مع الحركات الانفصالية الكردية. لذا فمن الضروري لأردوغان في الوقت الراهن أن يظهر خطوات فعلية على الارض، وأن يتغلب ليس فقط على تنظيم "داعش" الإرهابي، بل أيضا على الكرد".

وأضاف أفاتكوف أن "أردوغان يشعر بإمكانية التغير في موقف الإدارة الأمريكية الجديدة نحو الكرد، ولا سيما أن دونالد ترامب يفهم أن تركيا كحليف للولايات المتحدة، هي أهم بكثير من الكرد لواشنطن. وقبل فترة وجيزة زار تركيا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الذي يرجح أنه ناقش هذه الموضوع مع الجانب التركي".

واستبعد الخبير أن يكون تهديد الكرد أخطر من تهديد "داعش".

وقال إن "هدف عملية "درع الفرات" يتلخص ليس فقط في الحرب ضد "داعش"، بل أيضا في إزالة التهديد الكردي، ومن أجل تحقيق ذلك، تحتاج أنقرة إلى إنشاء منطقة عازلة في سوريا ومعبر عريض بما فيه الكفاية للفصل بين الجيوب الكردية. لهذا كانت الضربات العسكرية التركية الموجهة ضد تل رفعت"، كما يعتقد الخبير.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

بوتين يحقق فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية بعد فرز 100% من أصوات الناخبين