المعارضة تفضي بمباحثات جنيف إلى طريق مسدود

أخبار الصحافة

المعارضة تفضي بمباحثات جنيف إلى طريق مسدود
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/iieb

أشارت صحيفة "إيزفيستيا" إلى أن معارضي دمشق لم يتمكنوا حتى الآن من تشكيل وفد موحد للجولة المقبلة من الحوار في جنيف، في حين لم يبق سوى بضعة أيام على موعد بدئها.

جاء في المقال:

 لم توافق المعارضة السورية الداخلية على الدخول في قوام وفد واحد لمباحثات جنيف، والذي اقترحت بنيته "مجموعة الرياض"، التي تحظى بمساندة تركيا وعدد من ملكيات الخليج. وبحسب رأي المعارضين في سوريا، فإن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا، هو الذي يجب أن يشكل هذا الوفد. ويؤكد الخبراء أن هذا الخيار سيطبق، ولكنه لن يؤدي إلى تقدم في التسوية.

وقد رفض رئيس "مجموعة موسكو" للمعارضة السورية قدري جميل اقتراح الهيئة العليا للمفاوضات، التي يسمونها أيضا "مجموعة الرياض" تشكيلَ وفد موحد لمباحثات جنيف. وقال لصحيفة "إيزفيستيا": "لم يتشاور معنا أحد بشأن هذه المسألة. ونحن لن نوافق أبدا على أن يكون ممثلو "مجموعة الرياض" أكثر من ممثلي المجموعات الأخرى، لأنهم، وكما أظهرت التجربة، غالبا ما يعوقون عملية التفاوض".

وفي وقت سابق، ذكرت وسائل الإعلام أن ممثلي الهيئة العليا للمفاوضات اقترحوا، بنتيجة اجتماع عُقد في العاصمة السعودية، تشكيل وفد يتألف من 24 عضوا للمشاركة في مباحثات جنيف، المقرر عقدها مجددا في 20 فبراير/شباط. ويُفترض أن يكون ثمانية منهم من "مجموعة الرياض"، وثمانية من "الجماعات المسلحة"، بينما يمثل الثمانية الباقون "المعارضة الداخلية"، التي تتألف من: "لجنة التنسيق الوطني"، مجموعتي "موسكو" و"القاهرة" إضافة الى المعارضين المستقلين.

وكما أشار قدري جميل، فإن مجموعته أرسلت إلى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة اقتراحها الخاص بتشكيل الوفد، وإن "الوفد يجب أن يدخل فيه 15 شخصا، بثلاثة أشخاص من كل مجموعة. وهذه المجموعات هي: "القاهرة"، "موسكو"، "الرياض"، "المعارضة المسلحة"، وبثلاثة مندوبين عن البنى الأخرى، بما فيها مجموعتا "أستانا" و "حميميم" وغيرهما".

وفي هذا السياق، لم يستبعد المعارض السوري قدري جميل أن يضطر دي ميستورا، في حال غياب الإجماع على تشكيل وفد موحد، إلى تشكيل هذا الوفد، ولا سيما أنه حذر سابقا من أنه إذا لم يتم الاتفاق على تشكيل وفد موحد حتى الثامن من فبراير/شباط، فإنه "سيلجأ إلى الإجراءات، التي لم يتخذها بعد وفق قرار (مجلس الأمن) رقم 2254".

وقد قوبلت هذه الكلمات بردة فعل حادة من جانب المعارضة الخارجية. وقال عبد الإله فهد، الأمين العام لـ "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، الذي يدخل في الهيئة العليا للمفوضات، للصحيفة إن "مثل هذه التصريحات المتعلقة بالمعارضة والشعب السوري عامة ليست من اختصاص دي ميستورا"، كما أن تشكيل وفد سوري معارض لا يدخل في صلاحياته، وإن المعارضة قادرة وحدها على تشكيل وفدها". 

 وأبقت مبادرة "مجموعة الرياض" خارج مبادرتها لتشكيل الوفد مجموعة "حميميم"، التي يرى رئيسها إليان مسعد في ذلك "محاولة من "مجموعة الرياض" لإبعاد مجموعات المعارضة الأخرى إلى الصف الخلفي". وأكد أنه "لدى المقاربة الصائبة، يجب أن تكون كل مجموعة ممثلة في الوفد بمندوب أو اثنين".

كما أوضح إليان مسعد أنه في ظل الوضع الناشئ، من المفترض أن يعمل المبعوث الأممي دي ميستورا على تشكيل الوفد المفاوض، بعد التشاور مع اللاعبين العالميين والإقليميين.

من جانبه، وافق بوريس دولغوف، كبير الباحثين في معهد الاستشراق، من حيث المبدأ على هذه الفكرة، وأعرب عن اعتقاده بأن ستيفان دي ميستورا سوف يمارس حقه ويتدخل في عملية تشكيل وفد المعارضة الموحد. وأكد أن "دي ميستورا يستطيع فعل ذلك. بيد أن ذلك إزاء الأوضاع السياسية الراهنة، لن يُحدث على الأغلب تقدما في عملية التسوية السياسية، بسبب وجود عدد كبير من التناقضات". كما قال الخبير دولغوف.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد حث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بسوريا على تشكيل وفد المعارضة الموحد، وأكد لافروف أن دي ميستورا "ملزم بتنفيذ صلاحياته التي خوله إياها قرار مجلس الأمن 2254، وأنه هو من يملك الكلمة الأخيرة في مسألة تكوين وفد المعارضة الموحد" كما أشار لافروف.

وقال وزير الخارجية الروسي: "لا ينبغي النظر باهتمام إلى مختلف أنواع الغناج من طرف مجموعات المعارضة، وعلى وجه الخصوص من "المعارضين الخارجيين"، الذين يعيشون منذ زمن طويل خارج سوريا، ولكنهم يطمحون إلى المشاركة في الإصلاحات".

وعلى أي حال، فإن المبعوث الأممي لم يتخذ أي خطوات بعد، هذا على الرغم من أنه بقي أقل من أسبوع واحد على موعد المفاوضات المقرر في جنيف.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

لحظة بلحظة.. تطورات الهجوم الإرهابي على مركز كروكوس التجاري بضواحي موسكو ومصير الجناة والضحايا