لا تنازل بل تعاون..
نشرت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" مقالا كتبه المحلل السياسي سيرغي ماركوف عن مقترح ترامب تخفيض الأسلحة النووية، ونصيحة "الصقر" ماكين له باستخدام لغة القوة مع روسيا كما كان يفعل ريغان.
كتب ماركوف:
اقترح دونالد ترامب، قبل تنصيبه رئيسا رسميا للولايات المتحدة، تخفيض الأسلحة النووية، مقابل إلغاء العقوبات المفروضة على روسيا. أما "الصقر" جون ماكين، فقد نصحه بالتحدث مع موسكو من موقع القوة كما فعل دونالد ريغان فيما مضى.
فهل تتوقع الولايات المتحدة تنازلات من جانبنا كما حصل في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي؟ وهل نحن من أجل رفع العقوبات على استعداد للقيام بأي شيء؟
أنا واثق من أنه ليس هناك في موسكو من هو مستعد للمطالبة بإلغاء العقوبات. صحيح أننا نعدها شريرة. بيد أننا دولة عظمى، لذلك لن ننحني. وإذا قرر الأمريكيون أن إلغاء العقوبات يصب في مصلحتهم الوطنية، فهذا أمر جيد. وبعكسه، فسوف نبقى نعيش كما نحن في الوقت الراهن، حيث تعودنا على العيش في ظروف ضغط الغرب منذ مئات السنين.
وفي الواقع، فإننا لسنا وحدنا المتضررين من العقوبات، بل الولايات المتحدة أيضا. لأنه لا يمكن محاربة الإرهاب الدولي وقد فرضتم عقوبات على مسؤولي الأجهزة الأمنية في روسيا. كما لا يمكن مناقشة مشكلات السياسة العالمية، وأنتم تفرضون عقوبات على النواب في روسيا. العقوبات تقول لنا "أنتم أعداؤنا". ولكن مع الأعداء لا يتعاونون.
ماذا علينا عمله؟ البحث عن مشروعات يمكن أن نتعاون عبرها مع الأمريكيين، من دون انحناء أو إضرار بمصالحنا. من جهة، نحن لدينا تجربة مؤلمة بدأت على تخوم الثمانينيات التسعينيات من القرن الماضي، حيث استسلمنا حينها لرحمة الغرب، ولكننا لن نكررها ثانية. ومن جهة أخرى، لا يجب المماطلة. يجب مساعدة ترامب، فهو بحاجة إلى حلفاء، وبحاجة إلى التصفيق، وسوف نقدمه له. فكما كان الأمريكيون مسحورين بغورباتشوف "الإدمان على غورباتشوف"، فنحن الآن بحاجة إلى "الإدمان على ترامب". علينا دعمه ومساندته بقوة.
ولكن، في أي مجال يمكننا التعاون؟ مثلا يمكن للطيارين الأمريكيين الانضمام إلى الطيارين الروس والأتراك في مهاجمة مواقع الإرهابيين في سوريا. كما يمكننا التعاون في تسوية المسألة الأوكرانية، حيث يكفي استخدام النظام السياسي الأمريكي في أوكرانيا. أي فيدرالية كاملة وحماية حقوق الأقليات، وحرية كاملة للتعبير، وإفراج عن المعتقلين السياسيين كافة ووقف عمليات التطهير. وسيكون بإمكان روسيا والولايات المتحدة عندئذ تقديم مساعدات اقتصادية مشتركة لأوكرانيا.
وأخيرا، كان بإمكان البزنس الأمريكي المساهمة باستثمارات كبيرة في الاقتصاد الروسي، وهذا يصب في مصلحة كلا الجانبين.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب