روسيا لن تسمح للولايات المتحدة بإزالة الدرع النووية لكوريا الشمالية

أخبار الصحافة

روسيا لن تسمح للولايات المتحدة بإزالة الدرع النووية لكوريا الشمالية
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/i1sm

قالت صحيفة "إيزفيستيا" إنه إذا كانت واشنطن تشترط على بيونغ يانغ التخلي عن برنامجها النووي للتفاوض معها، فإن موسكو ترى أنه يجب أن يبدأ من دون شروط مسبقة.

 جاء في مقال الصحيفة:

تصر موسكو على التفاوض مع كوريا الشمالية من دون شروط مسبقة. ويختلف موقف روسيا هذا لتسوية الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية، عن موقف واشنطن، التي أعلنت عن استعدادها للتفاوض مع بيونغ يانغ؛ ولكن بشرط أن تعلن كوريا الشمالية تخليها عن السلاح النووي. هذا ما صرح به لـ "إيزفيستيا" نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي (الدوما) فيكتور فودولاتسكي.

وأضاف أن "روسيا تقف دائما إلى جانب الحوار السلمي. وهذا ما نقترحه دائما، حتى مع الولايات المتحدة، الدولة التي تحاول بناء عالم أحادي القطب بعكس موسكو، التي ترى أنه لا يمكن الضغط على الدول الأخرى في العالم متعدد الأقطاب. والشيء نفسه يحدث الآن في سوريا؛ حيث توقع واشنطن اتفاقية حول الهدنة، وفي الوقت نفسه تمنح الإرهابيين فرصة لإعادة توزيع قواتهم وتعزيزها؛ وهذه هي سياسة الكيل بمكيالين. لذلك، فإن موقفنا بشأن كوريا الشمالية يختلف عن موقف الولايات المتحدة. فنحن لا نشترط على بيونغ يانغ التخلي عن برنامجها النووي لبدء الحوار معها. نحن نصر على البدء بالمفاوضات، بهدف الوصول إلى حلول وسطية، ثم التوصل فيما بعد إلى اتفاق مبني على أن السلاح النووي في دولة غير نووية يشكل تهديدا للعالم أجمع".

روسيا لن تسمح للولايات المتحدة بإزالة الدرع النووية لكوريا الشماليةفيكتور فودولاتسكي

وقال نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي (الدوما) إن "قعقعة السلاح أمر مرفوض اليوم. ومع ذلك فإن فرض شروط مسبقة، هو إهانة للبلد وإذلال لقيادته. لذلك، على الولايات المتحدة التعلم من روسيا كيفية إجراء المفاوضات والتوصل بواسطتها إلى اتفاق بشأن وقف سباق التسلح النووي وبناء عالم متعدد الأقطاب، يساعد في الحفاظ على السلام على كوكبنا".

وأعرب فودولاتسكي عن اعتقاده بأن استئناف المفاوضات مع كوريا الشمالية سيكون ممكنا بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

وأضاف أن مواقف روسيا والولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية واليابان من مشكلة كوريا الشمالية تتقارب في أنه يجب تسوية مشكلة كوريا الشمالية، وأنه لا يجوز غض الطرف عن انتهاكاتها لقرارات مجلس الأمن الدولي والحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل. ولكن موقف أطراف السداسية الدولية في مفاوضات تسوية هذه المسألة مختلف. فموسكو وبكين تدعوان إلى استئناف المفاوضات بأسرع ما يمكن والتوصل عبر النقاش تدريجيا إلى تسوية المشكلة. أما واشنطن وحلفاؤها فيشترطون تخلي بيونغ يانغ عن برنامجها النووي أولا، ثم استئناف المفاوضات تاليا.

فقد أعلن جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة عن استعداد بلاده للحوار مع كوريا الشمالية من أجل التسوية السلمية لمشكلة شبه الجزيرة الكورية؛ ولكن بشرط أن تتخلى بيونغ يانغ عن السلاح النووي. وقد رأت بيونغ يانغ في هذا الشرط نزعا للسلاح من جانب واحد من أجل الحلم الأمريكي الذي "لم يتحقق" بالسيطرة الكاملة على شبه الجزيرة الكورية. كما أعلنت وزارة الخارجية في كوريا الشمالية أن بيونغ يانغ ستستمر في تعزيز قدراتها النووية.

من جانبه، يقول الخبير في المركز الكوري بمعهد الشرق الأقصى للدراسات قسطنطين أسمولوف إن الأمريكيين يفرضون للبدء بالمفاوضات شروطا يعرفون مسبقا بعدم إمكانية تنفيذها.

روسيا لن تسمح للولايات المتحدة بإزالة الدرع النووية لكوريا الشماليةقسطنطين أسمولوف

ويسأل أسمولوف: هل هناك دولة في الظروف الحالية مستعدة للتخلي عن سلاحها النووي؟ ويضيف أن تجربة ليبيا تبين أنك إذا كنت تملك قنبلة فأنت محمي من إسقاط النظام بالقوة. لقد تخلى القذافي حينها عن البرنامج النووي، فأين هو الآن؟ لذلك، لدى كوريا الشمالية مسوغ منطقي لانتهاج هذه السياسة. وإذا كانت موسكو لا تستطيع إلا إدانة بيونغ يانغ لانتهاكها نظام الحد من انتشار الأسلحة وتجاهل قرارات الأمم المتحدة، فإنها في الوقت نفسه تدرك لماذا تفعل كوريا الشمالية هذا. لقد تخللت تاريخ العلاقات الأمريكية–الكورية الشمالية مراحل كانت الولايات المتحدة خلالها مستعدة للتفاوض، ولكنها لم تكن كما يتصور باراك أوباما. فمثلا في عهد جورج بوش أحرزت السداسية بعض التقدم في المفاوضات، ولكن لم يعد هذا ممكنا لأن الوضع النووي لكوريا الشمالية مثبت في دستور البلاد.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

لحظة بلحظة.. تطورات الهجوم الإرهابي على مركز كروكوس التجاري بضواحي موسكو ومصير الجناة والضحايا