بوشكوف: واشنطن مهتمة بالاتفاق مع روسيا بشأن سوريا
تناولت صحيفة "إيزفيستيا" اهتمام واشنطن بالتوصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن سوريا، وكذلك تهديد واشنطن بالانسحاب من المفاوضات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في القريب العاجل.
جاء في مقال الصحيفة:
استبعد مصدر دبلوماسي روسي إن تخسر موسكو شيئا إذا انسحبت واشنطن من المباحثات بشأن سوريا، مشيرا إلى استمرار المشاورات في جنيف بين العسكريين والدبلوماسيين من البلدين، بشأن تنظيم لقاء ممثلين رفيعي المستوى من البلدين في نهاية الأسبوع الجاري.
وأضاف المصدر أن هذه المفاوضات تجري بمبادرة من الولايات المتحدة. ولم يبق سوى الاتفاق على بعض نقاط الخلاف. ومع ذلك، فإذا قرر الأمريكيون الانسحاب من هذه المفاوضات لأي سبب كان، فإن ذلك لن يؤثر مبدئيا في علاقاتنا ولا في الأوضاع السورية. وبالنسبة إلى روسيا، فهي سوف تواصل العمل بالطريقة نفسها.
وكانت رويتر قد ذكرت، استنادا إلى مصدر في الوفد الأمريكي إلى قمة العشرين في الصين، لم تذكر اسمه، أن "واشنطن قد تنسحب من المفاوضات بشأن سوريا، إذا لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق خلال الفترة القريبة المقبلة. وإذا تم التوصل إلى اتفاق، فإننا نريده أن يكون فعالا. وإذا لم نوفق في ذلك فإننا سوف ننسحب".
من جانبه، أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) أليكسي بوشكوف أن "هذه التصريحات سيتبعها عمل ما. فالأمريكيون بهذا يحتفظون لنفسهم بساحة للمناورة، حين يخولون مصدرا ما التصريح بذلك، ولكن يمكنهم في أي لحظة التخلي عنه. لأنهم يدركون جيدا أن الانسحاب من المفاوضات لن يغير وضعهم نحو الأفضل. إذ إن موقف الجيش السوري قوي جدا، ومدعوم من القوات الجو–فضائية الروسية، حيث يمكنهم توسيع العمليات الهجومية. وهذا جذريا لا يناسب واشنطن. لذلك، فإن من مصلحتها التوصل إلى اتفاق ما".
وأضاف بوشكوف أن "إطلاق هذه التصريحات هو أداة للضغط على روسيا لكي توافق على الرغبات الأمريكية. هم يحاولون الضغط علينا، ولكن الانسحاب من المفاوضات ليس في مصلحتهم.
لقد ارتقت المفاوضات بشأن سوريا بين روسيا والولايات المتحدة إلى مستويات عالية. فقد التقى الرئيس الروسي بوتين نظيره الأمريكي على هامش قمة العشرين في الصين، حيث استمر اللقاء حوالي 1.5 ساعة. لم تعلن تفاصيل اللقاء، ولكن أشير إلى أن قضية سوريا كانت من بين القضايا التي ناقشها رئيسا البلدين، حيث أعلن الرئيس الروسي أنهما تمكنا من تقريب وجهات نظرهما. وأشار في المؤتمر الصحافي، إلى أنه وأوباما توصلا إلى فهم أحدهما الآخر وفهم المشكلات التي تواجههما. وأن هناك أشياء تقنية فقط ما زالت بحاجة إلى دراسة".
من جانبه، أشار أوباما إلى تمكن الجانبين من إحراز تقدم في مسالة الهدنة السورية، معترفا بأن المفاوضات لم تكن سهلة.
وبحسب رأي كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق بوريس دولغوف أن كلا من الجانبين باق على موقفه، لذلك فالتوصل إلى اتفاق بشأن سوريا في المستقبل القريب أمر غير محتمل.
وأضاف أن الأمريكيين يريدون الضغط على روسيا لكي تتخلى عن مواقفها المبدئية في تسوية الأزمة السورية وهذا غير ممكن. وبحسب المعلومات المتوفرة، تصر الولايات المتحدة على إنشاء منطقة عازلة خالية من السلاح في شمال سوريا تكون تحت سيطرة "جيش سوريا الحر"، وكذلك فرض منطقة حظر جوي. كل هذا غير مقبول لأن مثل هذه الخطوات تعني تخلي دمشق عن جزء من سيادتها. استنادا إلى هذا، فقد تصل المفاوضات إلى طريق مسدود، على الرغم من وجود أرضية للتنازلات.
ويضيف دولغوف أن الولايات المتحدة لم تتخل عن مسألة رحيل الأسد، أي من الصعوبة حصول تقدم كبير في المفاوضات. لذلك فالوضع في ساحة المعركة هو الذي سيحدد تطور الأزمة السورية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب