خبير يكشف عن الهدف من تصريحات شتاينماير
تطرقت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" إلى تصريحات وزير الخارجية الألماني بشأن عودة روسيا إلى مجموعة الدول "الثماني الكبرى".
جاء في مقال الصحيفة:
أعلن وزير خارجية ألمانيا فرانك-فالتر شتاينماير في تصريح أدلى به إلى شبكة الأخبار الألمانية "نيتسفيرك دويتشلاند" أن روسيا تستطيع العودة إلى مجموعة (G8) بعد إحراز تقدم في دونباس وسوريا. مضيفا أن "مفتاح العودة إلى "الثماني الكبرى" بيد موسكو".
وقد رد الكرملين بلسان دميتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس بوتين، بأن موسكو راضية بمجموعة الدول "العشرين الكبرى". وقال: "ليس هناك ما يشير إلى تقدم بشأن الوضع في أوكرانيا، ولا يمكننا إلا الإعراب عن أسفنا لأن كييف لا تنفذ اتفاقيات مينسك".
أما الأستاذ المساعد في كرسي القانون الأوروبي بمعهد موسكو للعلاقات الدولية نيقولاي توبورنين فيقول إن " G8- مهمة بالنسبة لنا لأنها نادٍ يضم الدول الأكثر تطورا وأهمية في العالم. ومع أنها لا تحمل صفة رسمية، فإن المشاركة فيها: أولا - ترفع من هيبة الدولة، وثانيا- تسمح بمناقشة مختلف القضايا مع زعمائها الأكثر أهمية. واليوم نحن محرومون من هذه الإمكانات. وطبعا يمكننا أن نقول إننا نستطيع لقاءهم في مجموعة العشرين، لكنَّ مسائل مغايرة، تطرح فيها لأنها تضم بلدانا من العالم الثالث وبلدان مجموعة "بريكس". صحيح أن هذه بلدان مهمة ولكن المشكلات هناك مغايرة".
يجب القول إن هذه ليست المرة الأولى التي يطلق شتاينماير مثل هذه التصريحات، فقد سبق أن دعا إلى إلغاء العقوبات على مراحل تتناسب مع تنفيذ اتفاقيات مينسك. وكان قد قال إن "تسوية جميع هذه المسائل دفعة واحدة غير ممكن، ولكن يجب المضي خطوة خطوة". ولم تعارض المستشارة الألمانية هذا الأمر.
وأضاف توبورنين أن انتخابات برلمانية ستجري في السنة المقبلة في ألمانيا، حيث يحكم حاليا "ائتلاف كبير". وشعبية ميركل على خلفية أزمة اللاجئين منخفضة، وأن أقل من نصف الناخبين مستعدون لمنحها الثقة. ولكن وباعتبار أن "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" لا يملك شعبية واسعة، وأن أشهر ممثليه في الحكومة هو وزير الخارجية فرانك-فالتر شتاينماير، فهو يبحث عن سبل للحصول على أصوات أكثر.
وإن أحد سبل بلوغ هذا الهدف هو أن يكون قسم من المسؤولين والنخبة في ألمانيا غير راضين من العقوبات المفروضة على روسيا، لأن الشركات لا تجني أرباحا كما في السابق، ولا سيما أن التعاون بين روسيا وألمانيا مبني على المنفعة المتبادلة، والطرفين حاليا يتكبدان خسائر كبيرة. ومن الواضح أن هذا الأمر قد يؤثر في نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، لذلك فإن شتاينماير على ما يبدو يحاول كسب هذا القطاع إلى جانبه.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب