نقص الثقة يتسبب باتهامات متبادلة بين روسيا والولايات المتحدة

أخبار الصحافة

نقص الثقة يتسبب باتهامات متبادلة بين روسيا والولايات المتحدة
مدينة حلب من الجو
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/hwvn

تطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى خرق المتمردين الحصار في حلب، مشيرة إلى هذا تم على خلفية استمرار المباحثات بين موسكو وواشنطن، وأوباما يشكك بقدرات بوتين.

جاء في مقال الصحيفة:

تمكن المتمردون المحاصرون في المنطقة الشرقية من مدينة حلب، من خرق الحصار. وقد حدث هذا على خلفية استمرار المباحثات بين موسكو وواشنطن المتخوفة من احتمال اقتحام المدينة؛ لأن باراك أوباما لا يثق بأن روسيا تبذل جهودها فعلا من أجل المصالحة في سوريا كما يقول بوتين.

ويعدُّ المراقبون نجاح المتمردين في خرق الحصار بأنه "الأكبر منذ عام 2013 وبأقل الخسائر". وهذا الاختراق أفقد القوات السورية السيطرة على الطريق الموصل إلى دمشق، حسب رويتر.

من جانبها، فندت وسائل الإعلام السورية الحكومية نجاح المتمردين في اختراق الحصار، مشيرة إلى الغارات المكثفة التي شنتها طائرات القوة الجو– فضائية الروسية. أما الخارجية الأمريكية فرأت أن الأوضاع في حلب "متقلبة".

ومن المحتمل أن تكون أوضاع حلب قد نوقشت خلال الاتصال الهاتفي بين وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، والذي جرى في 5 أغسطس/آب الجاري بمبادرة من الجانب الأمريكي. وبحسب ما أعلنته الخارجية الروسية، فقد ناقش الوزيران خلال هذا الاتصال الهاتفي خطوات محددة "يجب اتخاذها لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي حول سوريا ضمن إطار الاتفاق الذي عُقد مع جون كيري أثناء زيارته إلى موسكو يومي 14 و15 يوليو/تموز الماضي".

نقص الثقة يتسبب باتهامات متبادلة بين روسيا والولايات المتحدةجون كيري

وبحسب مصدر في الخارجية الروسية، فقد "أكد الجانب الروسي ضرورة تنشيط مكافحة المجموعات الإرهابية والمتطرفة، التي تنشط بوقاحة؛ ما يتسبب بوقوع ضحايا جديدة بين المدنيين، وخاصة باستخدام السلاح الكيميائي من قبل المتمردين".

وقد جرت المباحثات على خلفية سلبية انتقادات باراك أوباما، الذي صرح في مؤتمر صحافي بوزارة الدفاع الأمريكية، بأن العمليات الحربية التي تقوم بها موسكو، تجبر واشنطن على الشك برغبة موسكو في التوصل إلى المصالحة في سوريا، وقال: "أنا لست متأكدا من إمكانية الوثوق بروسيا وبفلاديمير بوتين. لذلك علينا التحقق من إمكان التوصل إلى وقف إطلاق النار فعلا". وأوباما يتخوف من أن موسكو قد لا تتوصل إلى مصالحة فعلية: "إما لأنها لا تسعى لذلك، وإما لأنه ليس لديها نفوذ حقيقي على بشار الأسد". وإذا استمرت روسيا في إفشال العملية، فإنها "ستظهر نفسها ممثلا غير مسؤول على الساحة الدولية، يدعم نظاما يجلب الهلاك، وعليها تحمل مسؤولية ذلك عن هذا المشهد".

نقص الثقة يتسبب باتهامات متبادلة بين روسيا والولايات المتحدةباراك اوباما

من جانب آخر، أكد أوباما أن واشنطن مستعدة للعمل مع موسكو وتعزيز الجهود في مكافحة "داعش" و"القاعدة"، ولكن روسيا لم تخطُ الخطوات اللازمة، وقد آن الأوان "لتُظهر مدى جديتها في تسوية هذه المسألة".

وقد علق نائب وزير خارجية روسيا سيرغي ريابكوف على تصريحات أوباما؛ مشيرا إلى أن السياسة الخارجية لروسيا "منطقية جدا وواضحة"، وأن "معظم أعضاء المجتمع الدولي يشاطرونها" الأهداف التي تسعى لها. كما أشار ريابكوف إلى "نقص جدي في  الثقة" بين البلدين.

وهذا ما يؤكده كيري، الذي أعرب في الأسبوع الماضي عن تخوفه من العملية الإنسانية في حلب، حيث قال إن "هناك خطورة من أن تتسبب هذه الحيلة بتقويض مستوى التعاون، الذي تم التوصل إليه"؛ لأن موسكو قد تقتحم المدينة تحت ستار هذه العملية.

لكن ريابكوف رد عليه بقوله إن "الزملاء الأمريكيين بدأوا بسبب ركودهم وشكوكهم بروسيا، يلصقون بنا خططا لا وجود لها".

نقص الثقة يتسبب باتهامات متبادلة بين روسيا والولايات المتحدةسيرغي ريابكوف

أما رئيس معهد الدين والسياسة ألكسندر إيغناتينكو، فيقول: "أنا لا يمكنني تأكيد وجود علاقات ما بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا. وإذا كانت موجودة فهي علاقات غير مباشرة: روسيا، نظام الأسد وإيران من جانب؛ والولايات المتحدة وحلفاؤها الشرق أوسطيون والمجموعات التي تدعمها والتي تسمي نفسها معارضة من جانب آخر. وبالنتيجة حصلت عقدة متشابكة من التناقضات والنزاعات، تتعلق بتحديد المجموعات المعتدلة والإرهابية التي يجب محاربتها". لذلك، فالولايات المتحدة مرتبكة ولا يمكنها اختيار موقف ملائم لها ولحلفائها في المنطقة من المسألة السورية.

ويضيف إيغناتينكو أن واشنطن تحاول "إلقاء اللوم على الآخرين" أي روسيا، لذلك يلاحَظ أن المسؤولين في الغرب يطلقون تصريحات غير موزونة، وخير مثال على ذلك تصريحات أوباما.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا