قمة الناتو تضع روسيا أمام طريقين

أخبار الصحافة

قمة الناتو تضع روسيا أمام طريقين
قمة الناتو في وارسو
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/htw3

تناولت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" نتائج قمة الناتو في وارسو، مشيرة إلى أن الحلف حدد لروسيا طريقين.

 جاء في مقال الصحيفة:

اتهمت قمة الناتو في وارسو التي اختتمت أعمالها يوم السبت 9 يوليو/تموز الجاري من جانب، سياسة روسيا بأنها تسببت في "انخفاض مستوى الاستقرار والأمن"، وأكدت أن الحلف سيستمر في تعزيز قدراته الدفاعية وردع الأخطار على مختلف الاتجاهات. ومن جانب آخر، أشارت القمة إلى استعداد الحلف للدخول في حوار بناء والتعاون مع روسيا.

وفي ضوء ذلك، ماذا يمكننا أن ننتظر من لقاء "مجلس روسيا – الناتو" المقرر عقده يوم 13 يوليو/تموز الجاري؟

هذا، وإضافة إلى ما قررته القمة بشأن روسيا، أعلن الحلف أنه سينشر في أوروبا الشرقية وحوض البحر الأسود قوات إضافية، من بينها أربع كتائب يبلغ تعداد كل منها 1000 عسكري في دول البلطيق وبولندا، وتكون "الأمم الرائدة" مسؤولة عنها: كندا – في لاتفيا، ألمانيا – في ليتوانيا، بريطانيا – في إستونيا والولايات المتحدة – في بولندا.

كما تعهد الحلف بمراقبة تطور الأحداث في بحر البلطيق والبحرين الأسود والأبيض المتوسط، وكذلك في منطقة شمال الأطلسي. وجاء في البيان الختامي الصادر عن القمة، أن الحلف يواجه تزايد التحديات في الاتجاهات كافة، ومن ضمنها المرتبطة بـ "تزايد النشاط الحربي" لروسيا، التي "تهدد أمن المنطقة".

وفي هذا الصدد، طرحت الصحيفة أسئلة عمَّ يمكننا الانتظار من لقاء "مجلس روسيا – الناتو" على نائب رئيس مركز التكنولوجيات السياسية، أليكسي ماكاركين. فأجاب بقوله إن مهمة الفعالية التي تشارك فيها قوى ذات مواقف مختلفة، هي التوصل إلى حلول وسطية.

فقد كانت توقعات أعضاء الحلف متباينة، حيث إن بعضها مثل فرنسا وإيطاليا وأخرى لا ترى في روسيا خطرا يهددها، في حين أن دولا أخرى مثل بولندا ودول البلطيق تعدُّ روسيا خطرا يهددها وتطلب حمايتها منها.

قمة الناتو تضع روسيا أمام طريقيناليكسي ماكاركين

وقد أقرت القمة نشر كتائب عسكرية في هذه البلدان. وبما أن تعدادها محدود فإنها لا تشكل أي خطر، غير أن ذلك إشارة بأن هذه البلدان تقع تحت حماية الحلف.

والقرارات التي اتخذت بشأن أوكرانيا يمكن اعتبارها حلولا وسطية أيضا؛ لأن بعض البلدان تقول إن من الضروري ضم أوكرانيا إلى الناتو، في حين أن هناك بلدانا أخرى ترغب عدم ذكرها في السياق العسكري، لذلك لم تغلق الباب بوجه أوكرانيا كما لم تفتحه أيضا. أي أن انضمامها إلى الحلف في المستقبل المنظور غير متوقع، ولكن قد يحصل هذا بعد 15 -20 سنة.     

وكانت هذه القرارات بالنسبة إلى روسيا متوقعة. ومع ذلك فموسكو غير مرتاحة من تعزيز الوجود العسكري للناتو في أراضٍ تعدها روسيا مهمة لها، ومن ضمنها منطقة البحر الأسود. ولكنها لا تنوي الدخول في نزاع مسلح. أي أنها تريد أن تعزز علاقاتها مع البلدان الغربية، لذلك لا حاجة بها إلى النزاع معها.

وحاليا يختبر الناتو وروسيا أحدهما الآخر بمساعدة القوات الجوية والبحرية، ولكن، قد تكون نتائج هذه الاختبارات سيئة. لذلك، يمكن للطرفين خلال لقاء يوم 13 يوليو/تموز الجاري وضع قواعد للعبة، لتقليص الإجراءات التي تؤدي إلى اصطدام الطائرات والسفن.

أما رئيس قسم الأمن الأوروبي في معهد أوروبا دميتري دانيلوف، فيقول:

عندما انضمت بولندا ودول البلطيق إلى حلف شمال الأطلسي، أعلنت أن هدفها ليس فقط "اللجوء إلى أوروبا"، بل والحصول على ضمان حمايتها من روسيا. والآن، تعزز هذا الاتجاه في الحلف مقابل اتجاه "التعاون والأمن الأوروبي" الذي ضعفت مواقعه في الحلف، وهذا ما تؤكده نتائج قمة وارسو.

قمة الناتو تضع روسيا أمام طريقيندميتري دانيلوف

لذلك، فإن من بين مهمات لقاء "مجلس روسيا – الناتو" تحديد هل سنسير على طريق الردع المتبادل الذي كان سائدا خلال "الحرب الباردة"؟ أم اننا سنتفق على أن هذا لا يخدمنا ونبحث عن وسائل جديدة؟

روسيا من جانبها ليست مستعدة لتصعيد الخلاف مع الحلف، والحلف من جانبه يعترف بضرورة الحوار والبحث عن أرضية مشتركة. ومن المحتمل جدا أن تناقش خلال هذا اللقاء آليات تفعيل وتنفيذ اتفاقيات مينسك ومن ضمنها آلية الناتو.

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا