كفى لعبا بالنار مع روسيا!

أخبار الصحافة

كفى لعبا بالنار مع روسيا!
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/hn1t

حذرت سارا فاغينكنيخت زعيمة اليسار الألماني المعارض من مغبة الاستمرار في مضايقة روسيا واقتراب بنى الناتو التحتية من حدودها، معتبرة هذه الإجراءات "فقدانا لذاكرة التاريخ".

وفي حديث أدلت به لصحيفة "روسيسكايا غازيتا" الروسية، أعربت عن بالغ دهشتها حيال "كيفية التفكير أصلا بإرسال ألمانيا قوات عسكرية إلى محاذاة الحدود الروسية"، وتساءلت كذلك، كيف أقدم حلف الناتو على إرسال جنوده إلى لتوانيا الحدودية مع روسيا عشية حلول الذكرى الـ75 للعدوان الهتلري على الاتحاد السوفيتي.

واعتبرت زعيمة اليسار الألماني، التي يعرف عنها مواقفها المتشددة المعارضة وحزبها لسياسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن الاقتراب من الحدود الروسية، يحمل في طياته أخطارا أمنية كبيرة، إذ يمكن لأي خطأ بسيط أن يشعل نزاعا جديا معها لا يمكن التكهن بعواقبه، فيما أوروبا بالغنى عن أي بؤرة حرب أو توتر على أراضيها، مشيرة إلى أن الخطورة على هذا الصعيد تكمن في أنها ضرب من اللعب بالحرب، لا يمكن لأي عاقل قبوله، بما فيه من تهديد للأمن الأوروبي.

وفي التعليق على موقف الشعب الألماني حيال خطط الناتو التوسعية، ولا سيما في ضوء الشعبية المتزايدة التي صارت تحظى بها فاغينكنيخت وحزبها، لفتت النظر إلى استطلاعات الرأي الأخيرة التي تظهر انحسار شعبية حلف "شمال الأطلسي" وانكماشها لدى الألمان الذين صاروا يدركون بالتدريج حقيقة أن الناتو حلف لا يحمي ولا يعزز أمن الدول الأعضاء فيه، بل حلف يهدد الأمن والسلام في أوروبا.

وأضافت، أن الناتو حلف مبني على التدخل بشؤون الدول المستقلة، وطالبت في هذه المناسبة بانطلاق اتصالات دبلوماسية مكثفة مع روسيا، ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة ضدها، بما يخدم التعاون العقلاني معها، نظرا لأنه ما من أي سبيل آخر لضمان أمن أوروبا.

وبصدد العقوبات الأوروبية ضد روسيا، اعتبرت زعيمة اليسار الألماني أنه حال ما تعلن برلين نيتها إلغاء هذه العقوبات، فإن الحل الأوروبي سيظهر على الفور، معيدة إلى الأذهان، الاستياء الأوروبي العام، والغربي تحديدا من هذه العقوبات مذ فرضها.

وتابعت تقول: مشكلة السياسة الخارجية الألمانية الرئيسية تكمن في أنها منصاعة بالكامل لواشنطن، مما يعني أن أحدا لن يجرؤ هنا ويعارض هذه العقوبات ما دامت الولايات المتحدة متمسكة بها.

وأشارت إلى أنها تمارس وحزبها سائر أنواع الضغط على أحزاب الحكومة الألمانية في البرلمان، فضلا عن مطالب قطاع الصناعات الألماني بإلغاء هذه العقوبات، على خلفية تراجع الصادرات إلى روسيا، إذ تتكبد قطاعات الصناعة في شرق ألمانيا خسائر فادحة تفرزها العقوبات، نظرا لاعتمادها الكبير على عائدات التصدير إلى روسيا.

واعتبرت السياسية الألمانية، أنه وإذا ما اشتدت ضغوط قطاع الصناعات الألماني على الحكومة لحملها على إعادة النظر بهذه العقوبات، لظهرت فرصة حقيقية لإزالتها، إذ لم يعد ما يسوّغها، مضيفة أن هذا ما يعوّل عليه حزبها وينتظر حدوثه، فيما لم يعد أحد يفهم في ألمانيا الحاجة لهذه العقوبات والغاية منها.

وبصدد المسوّغ الذي اختاره الغرب لفرض العقوبات ضد روسيا، أي عودة القرم إلى قوام روسيا الاتحادية واعتباره "احتلالا لأراضي أوكرانيا"، شددت  فاغينكنيخت على ضرورة تسمية الأشياء بمسمياتها، ولفتت النظر إلى الإجراءات الأمريكية تجاه أوكرانيا التي وصلت إلى حد تبني واشنطن استراتيجيا إلحاق هذا البلد بحلف الناتو، معتبرة أن الرد الروسي كان مبرمجا في مواجهة ذلك.

واعتبرت أن من عكفوا على إشعال الوضع في أوكرانيا لسنين، كانوا على يقين تام، ولم يكن لهم ألّا يدركوا حقيقة أن روسيا كانت قد حذرت ومنذ أمد من أن هذه الممارسات سوف تضطرها في وقت من الأوقات لاتخاذ الرد الجوابي المناسب.

وأعربت في هذه المناسبة عن ثقتها التامة بانعدام المسؤولية التام لدى من انتهج هذه السياسة على المسار الأوكراني، إذ أنها لم تجلب لهذا البلد سوى القتل والويلات والحرب الأهلية التي يسعى الجميع في الوقت الراهن إلى إخمادها، ولن تحط أوزارها قبل تسوية قضية الحكم الذاتي في شرق أوكرانيا.

ومضت تقول: لم يكن هناك أي داع لجلب هذه الويلات والمآسي لأوكرانيا، حيث كانت نتاجا لسياسة السلطات التي تقدم مصالحها العالمية على المصالح الحياتية لشعوبها.

وفي التعليق على مشكلة اللاجئين، ذكّرت بأن "السيدة ميركل" قد استقبلت أعدادا لا تحصى من اللاجئين، دون أن يكون لديها أي خطط لحل هذه المشكلة، فيما تركت الإدارات المحلية في الأراضي الألمانية وجها لوجه أمام هذه المعضلة، وبتمويل بخس من الميزانية الفدرالية، الأمر الذي سيتطلب خفض الإنفاق على بعض الجوانب لاستيعاب اللاجئين، بما ينمّ عن انعدام المسؤولية لدى منتهجي سياسة كهذه، ويفسّر الشعبية التي صار يحظى بها حزبنا "البديل لألمانيا".

وأعربت، عن رفضها التام لما سمته بـ"الصفقة المشوهة مع أردوغان"، في إشارة إلى اتفاقية بروكسل وأنقرة حول تسوية مشكلة اللاجئين، والتي "تنص على جعل تركيا سجنا دوليا للاجئين، فيما صرنا جميعا شاهدين كيف يطلق أردوغان النار على اللاجئين عند حدوده، دون أن يستثني حتى الأطفال"، وتساءلت في الختام، "عمّا إذا كان هذا الشخص يصلح لأن يكون شريكا لأوروبا في وقف تدفق اللاجئين عليها"، معتبرة أن "ذلك ضرب من الوقاحة والخساسة".

المصدر: "روسيسكايا غازيتا"

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

لحظة بلحظة.. تطورات الهجوم الإرهابي على مركز كروكوس التجاري بضواحي موسكو ومصير الجناة والضحايا