تعليق نزاع "دونباس" يحول دون انضمام أوكرانيا إلى الناتو
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" مقالا تحت عنوان" تعليق النزاع في دونباس سيمنع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي".
واعتبرت الصحيفة أن استئناف العمليات الحربية في دونباس (إقليم في شرق أوكرانيا) يعني أن اتفاق مينسك (اتفاق الهدنة) يواجه أزمة جدية، مضيفة أن المعارك من أجل فرض السيطرة على مطار دونيتسك (عاصمة إقليم دونباس) والقصف الجوي لضاحيتها غورلوفكا تحولت إلى اشتباكات واسعة النطاق على طول خط وقف إطلاق النار كله.
وجاء في المقال أن تلك المعارك تحمل طابعا تكتيكيا رغم أنها تمخضت عن سقوط ضحايا كثيرة، علما أن كلا الجانبين عاجزان عن تحقيق مهامهما البعيدة المدى. وتنحصر هذه الأهداف بالنسبة لقوات دونباس في إبعاد القوات الأوكرانية إلى مدى يمنعها من قصف مدن شرق أوكرانيا. أما القوات الأوكرانية فإنها لا تمتلك قوات ووسائل كافية لدحر قوات شرق أوكرانيا.
ويبدو حسب الصحيفة أن الجانبين يقرران الآن أين سيمر خط الفصل بينهما. ويسعى المدافعون عن دونباس إلى إجبار كييف على توقيع اتفاقية سحب المعدات والمدافع الثقيلة وتشكيل ممر آمن تحت رقابة دولية.
أما إدارة الرئيس الأوكراني بوروشينكو فتلتزم بتكتيك مزدوج. فمن المعروف أن بوروشينكو يخشى ثورة المتطرفين الراديكاليين، العائدين من الجبهة في شرق أوكرانيا ورئيس وزرائه أرسيني ياتسينيوك الذي لا يزال يدعو إلى مواصلة الحرب ويترأس في الوقت نفسه فريق الحرب ضد شرق أوكرانيا. من جهة أخرى فإن الرئيس الأوكراني يخاف أيضا من تغير موازين القوى في شرق أوكرانيا لصالح قوات دونباس وومن تكبد قواته خسائر فادحة في القوة البشرية، ما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع وزيادة الفوضى في أوكرانيا وسقوط النظام.
لذلك يواصل الجانبان البحث عن وسطاء خارجيين وداخليين في المفاوضات.
وتقول الصحيفة إن هناك احتمالين لحل الأزمة. الأول تجميد النزاع على غرار ترانسنستريا ( الجمهورية غير المعترف بها في مولدوفا). وفي هذه الحالة فإن مجموعة من الوسطاء الخارجيين هي التي ستحدد صيغة للتعايش بين كييف ودونباس.
والاحتمال الثاني هو تجميد النزاع على غرار ناغورني قره باغ (الجمهورية غير المعترف بها والواقعة في الجبال بين أذربيجان وارمينيا). وفي هذه الحالة سيتم أيضا تشكيل مجموعة من الوسطاء من رابطة الدول المستقلة تشبه مجموعة "مينسك" لحل نزاع قره باغ.
وتقول الصحيفة إنه مهما كان احتمال التسوية فإن تجميد النزاع في دونباس سيعلق وضع أوكرانيا – شأنها شأن جورجيا – وسيمنعها من الانضمام إلى الاتحاد ألأوروبي والناتو.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
