لم يقرأوه.. لكن لماذا سموا القانون الأمريكي "عن العملاء الأجانب" في جورجيا بـ "الروسي"؟

كتبت مارينا بيريفوزكينا، في "موسكوفسكي كومسوموليتس"، حول أسباب وقوف الجورجيين ضد قانون لم يطلعوا عليه.

وجاء في المقال: بدأت الاحتجاجات في جورجيا بعد أن وافق برلمان البلاد في 7 آذار في القراءة الأولى على مشروع قانون "بشأن شفافية النفوذ الأجنبي". وقد أطلقت المعارضة على مشروع القانون هذا اسم "القانون الروسي"، رغم أنه يختلف تمامًا عن القانون الروسي الخاص بالعملاء الأجانب. وجاء في بيان الحزب الحاكم أن قرار سحب مشروع القانون جاء للحفاظ على السلام والاستقرار من أجل الدفع بجورجيا على طريق التكامل الأوروبي.

وفي الصدد، قال الرئيس السابق لمستشارية الدولة في عهد شيفرنادزه، الباحث السياسي بيوتر مامرادزه:

حدث شيء مثير للاهتمام. ففي الغرب، بدأت التصريحات على جميع المستويات بأن هذا "قانون روسي". يقول "حزب الحلم" إن سوف يُرسل إلى لجنة البندقية للتدقيق والفحص. يجيبون: "لكننا لسنا مهتمين". قدم طارحو المشروع خيارين للمقارنة: الأول، أنه ترجمة دقيقة من النص الإنكليزي للقانون الأمريكي؛ ولكن الأمريكي أكثر صرامة منه. ففي النسخة الجورجية، أخذوا النسخة الأمريكية كأساس، لكنهم أزالوا كل ما هو قمعي من هناك: الغرامات، وتعليق أنشطة هذه المنظمات غير الحكومية، والسجن، والذي ينص عليه القانون في الولايات المتحدة لمدة تصل إلى 5 سنوات. في النسخة الجورجية، لم يتبق سوى الشفافية. تحتاج فقط إلى ملء إقرار بمن يتلقى المال ومن أي مصدر، حتى تتمكن من النشر. ولا شيء أكثر من ذلك. لأكن صريحًا، شعرت بالذهول من ردة الفعل التي أعقبت ذلك، بما في ذلك ردود الفعل من العديد من الشخصيات الغربية. أقتبس: "لكننا لسنا مهتمين بما هو مكتوب هناك. لن نقرأها على الإطلاق". قال الرئيس زورابيشفيلي أثناء وجوده في الولايات المتحدة: "لن أقرأها. هذا قانون روسي يغلق طريق جورجيا إلى الغرب تمامًا". طالما أنك لم تقرأه، فكيف عرفت أنه روسي؟ ربما هو صيني؟ هذا مثل "لم أقرأ باسترناك، لكنني أدينه".

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب